اكد المدير العالم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري ان العالم الإسلامي تواجهه في الوقت الراهن العديد من الاخطار وفي مقدمتها نقص البنى التحتية في مجالات التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والمعلوميات وقصور الوسائل والموارد والإمكانات المتاحة عن بلوغ المستويات المطلوبة من النمو المتوازن المتكامل في هذه الحقول. وقال المدير العام للمنظمة في افتتاح المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم الذي انطلقت اعماله اليوم بمدينة الصخيرات المغربية انه لتجاوز هذه الأوضاع التي يشهدها مجالا التربية والتعليم بالعالم العربي في جميع مستوياتهما, لا بد من اعتماد مجموعة من الإصلاحات التي ترتكز خصوصا على معالجة الخلل في النظم التعليمية وإعادة النظر في السياسيات الوطنية التي تتبناها الدول العربية في هذا المجال الحيوي كل منها في نطاقها الوطني. ودعا مدير عام الايسيسكو مؤتمر القمة الإسلامي والمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية والقمة العربية الى إيلاء الاهتمام المستحق لشؤون التربية والتعليم والثقافة والعلوم في أبعادها الواسعة, ولقضايا بناء الإنسان وتأهيله, بنفس القدر من الاهتمام الذي توليه للقضايا السياسية . واعتبر الدكتور التويجري أن محاربة الأمية بشقيها التقليدي والرقمي وتحديث نظم التعليم برؤية شمولية منفتحة على متغيرات العصر ومتطلعة إلى المستقبل وتطوير البحث العلمي والرفع من مستوى الإنفاق عليه في مختلف حقوله والنهوض بالتعليم العالي في جميع تخصصاته, هي الأسس القوية لبناء مجتمع المعرفة والطرق القويمة لإصلاح الأوضاع العامة . وفي الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي أكد مدير مكتب اليونيسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية عبد المنعم عثمان قي مداخلة له ان انعقاد المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم يتزامن مع بداية تنفيذ الإستراتيجية متوسطة الأمد لليونسكو في الأعوام 2008 - 2013م وكذلك خطة وبرنامج العمل للعامين 2008 - 2009م والتي أقرت من قبل المؤتمر العام للمنظمة في دورته ال34 بباريس, موضحا أن خطط العمل تركز على مجالات عديدة تعنى بالعولمة وكيفية مواكبة نظم التعليم والتعلم للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية والإقليمية والوطنية. ودعا عثمان إلى ضرورة الارتقاء بكفاءات المعلم المرتبطة بالتطورات العلمية والتكنولوجية, وبشكل خاص التواصل مع المؤسسات التربوية في مختلف مناطق العالم مضيفا انه من هنا جاء التركيز في برامج عمل اليونيسكو على تكنولوجيا المعلومات والاتصال والبرامج المتقاطعة بين التربية والعلوم والثقافة وتدريب المعلمين. من جانبه اكد الأمين العام للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألسكو) محمد القابسي ممثل المدير العام للالسكو, أن تطوير المنظومات التربوية والتعليمية العربية سيمكن من تحقيق التنمية البشرية والمعرفية التي قال انها غدت تمثل قوة تتعالى في كثير من الحالات عن الاقتصاد المادي بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية والثقافة العربية وتطويرهما لتحققا التعايش مع الآخر من موقع الندية وليس من موقع التبعية. واعتبر القابسي أن موضوع هذا المنتدى يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى انعكاسات العولمة التي تزحف وتؤثر بصورة تجعل من مهمة تطوير التربية العربية والبحث العلمي قضية الساعة والمستقبل كما تجعل من التعليم الوسيلة الرئيسية للحفاظ على الهوية وتطوير اللغة العربية وتعزيز حوار الثقافات . اما المدير العام لمكتب التربية العربية لدول الخليج علي عبد الخالق القرني فأبرز المتغيرات التي يشهدها عالم الإعلام والاتصال والتطورات المتسارعة في هذا المجال, مبرزا أهمية الاهتمام بالتقنية والعلوم التطبيقية ليرتقيا لدرجة الاهتمامات الإديولوجية والفكرية . وأكد أهمية ودور البحث العلمي في النهوض بالأوضاع العامة في الدول العربية من اجل توفير الامن الغذائي وادارة أمثل للهجرة ووقف التصحر على سبيل المثال. وستتواصل اعمال المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم المنظم تحت شعار (التعليم في الوطن العربي والعولمة) غدا الاربعاء, بمناقشة عدد من المحاور المدرجة في جدوال الاعمال والتي تخص ( أثر العولمة على التعليم في الوطن العربي) و ( التعاون الدولي والتعليم) و( العولمة واقتصاديات التعليم) و( دور التعليم في تعزيز حوار الثقافات ) و (تجارب تعليمية ). // انتهى // 0111 ت م