يواجه التكتل الأوروبي معضلة دبلوماسية وسياسية فعلية في متابعته للموقف في تشاد وتطورات علاقة القوة الميدانية بين فرقاء النزاع التشاديين بعد انهيار الوضع في العاصمة نجامينا واندلاع مواجهات دامية لم تسفر عن ترجيح الكفة لصالح أي من فرقاء الصراع التشادي. وعقد سفراء دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين اجتماعا في مقر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل لم يسفر عن اية نتائج تذكر بشان الموضوع الرئيس الذي كان مدرجا أمامهم وهو البت في مستقبل نشر قوة يوفور الأوروبية في شرق تشاد. وعمليا لم يعد بالإمكان نشر القوة ولفترة طولية من الزمن حسب المحللين العسكريين وبالرغم مما يردده التكتل الأوروبي حاليا. وانهارت الأوضاع حسب التقارير العسكرية ليس في العاصمة نجامينا فحسب التي فر منها آلاف المدنيين نحو الكاميرون بل في مناطق شرق تشاد التي تعتبر حيوية لمستقبل نشر القوة الأوروبية والتي تهيمن عليها فرنيا حليف الحكومة التشادية الاول في المواجهة الجارية حاليا . وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل اليوم ان السفراء الدائمين لدول التكتل السبع والعشرين سيعقدون اجتماعا جديدا بطلب فرنسي يوم غد الثلاثاء على مستوى لجنة الشؤون السياسية والامنية الاوروبية. ولكن العديد من الدول الاوروبية لم تعد تبدي تحمسا يذكر للقوة الاوروبية التي ستضيف بسبب موقف فرنسا في تشاد عنصر زعزعة جديد في المنطقة. واعلن التكتل الأوروبي في بيان أصدرته الرئاسة الدورية الأوروبية التي تتولاها سلوفينيا انه يدعم جهود الاتحاد الإفريقي للخروج من المأزق الحالي الذي يواجه تشاد وانه يعتبر ان الحل الوحيد للموقف هو حل سياسي وليس عسكري . كما اعلن التكتل الاوروبي انه سيبت في وقت لاحق في مستقبل نشر قوة يوفور الاوروبية في شرق تشاد مما يعكس الخلافات الاوروبية الفعلية ورفض الغالبية لموقف باريس الداعي للاسراع في نشر القوة وتدويل الصراع. وحذرت منظمة العفو الدولية في بيان أصدرته في بروكسل من تداعيات الموقف الخطير الحالي في تشاد على سلامة وامن المدنيين ودعت الى احترام المواثيق الدولية في التعامل مع الاهالي التشاديين وتجنيبهم تداعيات الصراع الحالي على السلطة في نجامينا. واعترف منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا وعلى صعيد اخر اليوم باستحالة نشر قوة يوفور الأوروبية في تشاد في الظروف الحالية وقال سولانا للصحفيين ان نشر القوة الاوروبية تم تعليقه بسبب الإحداث. ولكنه اضاف ان التكتل الأوروبي سيسعى للإبقاء على مشروعه بنشر يووفور وقال نامل الحفظ على نشر القوة. // انتهى // 1625 ت م