أبرزت الصحف المصرية الصادرة اليوم الذكرى الرابعة لإحتلال العراق وسقوط عاصمته بغداد في براثن الإحتلال الأجنبي البغيض مشيرة الى أن بغداد سقطت كما سقط نصف القدسالمحتلة منذ نحو خمسين عاماً في أيدي الإسرائيليين بتواطؤ غربي مشين وسقط نصفها الآخر منذ أربعين عاماً في الأيدي نفسها بمساندة القوي نفسها التي ناصبت العالم العربي العداء حتي لا يوحد نفسه ويسترد أنفاسه بعد أن خضع للإستعمار الغربي طويلاً. وقالت ان هذا السقوط وذاك حدث بينما تجاهلت بعض الدول العربية أعداءها الحقيقيين وكأنها لا تدركهم وراحت تبحث عنهم فيما بينها تحيي النعرات وتوقظ الفتنة حتي بدا العالم العربي أمام المجتمع الدولي الآن ضعيفاً منقسماً يتباعد عنه الأصدقاء ويطمع فيه الأعداء معربة عن أملها في أن تعمل المقاومة الضارية التي أشعلها سقوط بغداد المدوي على دق ناقوس الصحوة لعالمنا العربي الذي إذا تحرك واتحد وتقدم حسبت له الدنيا ألف حساب. ورأت ان هذا الغزو كان ايذانا بدخول العراق مرحلة من الفوضي الشاملة ويحتاج إلي مليارات من الدولارات لإعادة إعمار ما خربه وانه كان من أساسه خطأ إستراتيجيا وقعت فيه الإدارة الأمريكية والأمريكيون أنفسهم سئموا هذه الحرب والكل يبحث عن مخرج من المستنقع العراقي. وحول تطورات الملف الإيراني النووي قالت الصحف المصرية اليوم انه مع إعلان إيران بدء إنتاج الوقود النووي علي المستوي الصناعي تبدأ مرحلة جديدة من العلاقات الدولية في الشرق الأوسط ستتم في الأغلب بسباق تسلح طالما حذرت مصر من حدوثه لأنه لا يخدم مصالح المنطقة ولن يزيدها سوي إشتعالا فالإصرار الإيراني علي التصعيد بالرغم من كافة القرارات الدولية والمحاولات الإقليمية لإحتواء الأزمة يشير إلي أن طهران ماضية علي طريق مواجهة مع الغرب في الوقت الذي مازالت فيه الأزمة العراقية دون حل في الأفق المنظور . وأضافت تقول أن السياسة الإيرانية تبدو مندفعة إلي المواجهة مزهوة بمكسب حققته خلال أزمة البحارة البريطانيين وما تبعها من استمالة الرأي العام البريطاني إلي ضرورة الإستناد إلي مبدأ التفاوض مع إيران بدلا من لهجة المواجهة مبينة ان إيران قد تكون حزمت أمرها في المراهنة علي هرولة المجتمع الدولي للتفاوض معها مادامت بدأت عجلة دورة الوقود النووي في الدوران لكنها تتجاهل المقامرة غير المحسوبة التي قد تنتهي بحرب أخري لن تطيقها المنطقة في كل الأحوال . وأكدت انه من الطبيعي أن يتصور البعض أن إيران تمارس حقها كدولة ذات سيادة أو أنها دولة شجاعة تقف في وجه الدول الكبري لكن الأزمة الحقيقية تكمن في أن هذا الأسلوب العنتري مضاد تماما لمصالح الشرق الأوسط وبقية دوله التي يجب أن تمارس حقوقها هي الأخري كدول ذات سيادة ويتعين عليها حماية مصالحها لان سباق التسلح قد يتحول إلي حقيقة بين عشية وضحاها لأن الدول ذات السيادة في المنطقة لن تقبل أن تقف مكتوفة الأيدي أمام تحركات إيرانية تخدم أهدافا لا تخطئها العيون . وحذرت الصحف المصرية من ان إيران تسعي لتحقيق مصالحها كدولة وكيان وقد يكون من بين أهدافها فرض هيمنتها علي المنطقة أو إمتلاك اليد الطولية لتحقيق مآرب سياسية مختلفة مشيرة الى انه حتي وإن دخلت القوي الكبري في مفاوضات مع إيران فستحاول طهران الخروج من هذه المفاوضات بمكاسب تعزز صورتها وموقفها في المنطقة وبما يتسق مع أهدافها بينما ستجد باقي دول المنطقة نفسها في وضع لا تحسد عليه . // انتهى // 1040 ت م