أدانت الصحف المصرية اليوم محاولات اسرائيل المستمرة لتطبيق سياسة الامر الواقع التى تنتهجها فى الضفة الغربية والقدس بعد أن طبقتها بنجاح فى قطاع غزه الذى انسحبت منه بشروطها وبقيت مسيطرة عليه بقواها العسكرية والاقتصادية مشيرة الى ان اسرائيل نالت مقابل ذلك اطراء المجتمع الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدةالامريكية التى رأت فى الانسحاب من غزه خطوة سلام ولم تر فى السيطرة على حياة الفلسطينيين وحصارهم وسجنهم داخل غزة عدوانا وقهرا0 واكدت الصحف ان أزمة عملية السلام تكمن فى الضغوط الدولية التى تمارس على الفلسطينيين فقط ومطلبتهم بتقديم التنازلات عن اراضيهم وحقوقهم الشرعية بل وفرض الشروط عليهم واتهامهم بالمتقاعس عن تنفيذ الالتزامات وكأنهم يحتلون اراضى اسرائيلية ويذبحون شعبها ليل نهار0 وطالبت من يتصدى لعملية السلام بأن يكون عادلا حتى فى ممارسة الضغوط 00 مؤكدة ان القهر يولد انفجارا ولا يصنع سلاما0 فى الوقت نفسه حذرت احدى الصحف من صراع وطنى فلسطينى مرشح للتصاعد خلال الايام المقبلة بعد ظهور جناح جديد فى حركة حماس لينضم للصراع بين حركة فتح متمثلة فى رئاسة السلطة وحركة حماس متمثلة فى الحكومة لينشغل الفلسطينيون عن الكفاح الوطنى المشرف لاصحاب الحق ضد المحتل الاسرائيلى0 ولفتت الى ان الجناح الجديد يوصف بالمعتدل وهو مستعد للاعتراف باسرائيل مقابل انهاء الصراع وشارك الجناح / وهو مكون من أسرى حماس فى السجون الاسرائيلية / فى صياغة وثيقة يجرى بحثها الان لكنها محور الخلاف بين السلطة والحكومة وتنص الوثيقة على التمسك بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام والدعوة لمؤتمر دولى وهذه المباديء تتلاءم مع ما تتمسك به اللجنة التنفيذية لحركة فتح بينما تعارضها حماس00 مشيرة الى ان هذه الوثيقة كانت محور مناقشات الحوار الوطنى الفلسطينى0 وسجلت اصرار الرئاسة الفلسطينية بدورها على اجراء استفتاء شعبى حول وثيقة الاسرى وشكلت لجنة قانونية وبدأت عملية قانونية وادارية لاجراء الاستفتاء وتستند للدستور الذى يعطى رئيس السلطة الحق فى تنظيم استفتاء فى القرارات المصيرية وفى المقابل ترى / حماس/ ان موقف السلطة يجعل الحوار الوطنى مجرد أداة لفرض الاملاءات على الشعب الفلسطينى وتقصد حماس المسألة الاساسية وهى الاعتراف باسرائيل0 ورسمت الصحف صورة للازمة محتدمة فكل طرف أصبح أسيرا لمواقفه الثابتة ووثائقه الداخلية مما يضع صعوبات كبيرة فى طريق الحوار الوطنى فقد تحول الحوار الى وسيلة للضغط على حماس لدرجة ان هناك اتهامات حاليا لحماس بأنها لا تريد التوصل لنتيجة وانها تسعى من خلال وسطاء الى عقد اتفاق مع الادارة الامريكية يسمح برفع الحصار عنها والاعتراف بحكومتها مقابل اعترافها بالشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية00 معربة عن أملها بان يقدم كل طرف جزءا من التنازلات ليس لصالح اسرائيل ولكن لصالح الشعب الفلسطينى0 فى الشأن المحلى تمنت افتتاحية الاهرام ان يضطلع مجلس الشعب بدوره الوطنى ازاء المهام التشريعية الجسيمة التى تنتظره وربما تسهم فى تغيير وجه مصر بالكامل لسنوات كثيرة مقبلة00مشيرة الى ان حزمة التشريعات المعروضة على المجلس سواء فى دورته الحالية او دوؤته المقبله هى تشريعات تتعلق بالاصلاح السياسى والاقتصادى بما لاينكر أحد حجم التحديات والمسؤوليات الملقاة على عاتق المجلس واعضائه وخاصة نزاهتهم والتزامهم بالقانون وتطبيقه حتى تظهر الحقائق بكل شفافية امام شعب مصر الذى سينتظر مايجرى فى قاعة المجلس من مناقشات وحوارات وسجالات قانونية وسياسية يأمل ان تكون راقية ومدروسة بعيدة عن التشنج0 // انتهى //