عقدت هيئة فنون الطهي لقاءً افتراضياً بعنوان "فنون الطهي في أبيات الشعراء"، وذلك بهدف توثيق العادات الغذائية وربطها بالتاريخ الأصيل وتفاصيل المكان وحكاية الإنسان السعودي، وتوعية الجمهور بارتباط التراث الشفهي بثقافة الطهي وفنونه، بالإضافة إلى ارتباطهما بالعادات والأعراف الاجتماعية لدى المجتمع مع تسليط الضوء على التراث الثقافي الحي والمندثر كذلك . وانطلق اللقاء بسرد إبداعي عن تفرد المطبخ السعودي بوجود أطباق تختص بالمناسبات والمواسم، وتعبر عن التنوع والثراء في مختلف مناطق المملكة، كما تفتح نافذة للدخول إلى الذاكرة واستعراض دلالات التناغم مع شتى الفنون وفي مقدمتها الأدب . وقدم اللقاء شرحاً مفصلاً عن مجالات التراث الثقافي غير المادي الخمسة، وهي: الحرف والصناعات اليدوية، الفنون الأدائية، المهارات والمعارف المرتبطة بالطبيعة والكون، التعابير الشفهية، العادات والتقاليد الاجتماعية . كما تطرق اللقاء إلى عددٍ من الأطباق السعودية وعلاقتها بالشعر، سواء من خلال توظيفها في القصائد أو ذكر مكوناتها أو مكانتها أو الحالات الشعورية المرتبطة بها بحسب مواقف وأحداث تخص مخيلة وحال الشاعر، ومن تلك الأطباق الحنيني، والقشد، وخبز المقشوش، والشوربة العلاوية، وخبز الملة، والمطازيز، والمخامير، والسمبوسة المظفرة، ومثلوثة التمر، والقهوة السعودية . من جانب آخر ناقش اللقاء حضور الشعر في الحرف اليومية أو الممارسات الحياتية ذات العلاقة بشكل وزمان قائلها، مثل ما جاء من القصائد في التعبير عن استراحة المزارعين عند الظهيرة، والتغني بجمال النخلة، وكذلك أهازيج صارم النخل في موسم الجزاء، وما يقال لوصف وفرة الرطب . وتطرق اللقاء إلى حضور الشاعر بوصفه ناقلاً ومسجلاً لبيئته وتفاصيل معيشته؛ والطهي كونه بصمة عن الإنسان والمكان، لتشكل فنون الطهي والشعر معاً أيقونة عن تناغم الفنون بالاحتياجات وانعكاسهما عن الحياة عبر ما أثبتته القصائد ودونته الأدبيات . ويأتي اللقاء ضمن سلسلة اللقاءات المفتوحة التي تنظمها هيئة فنون الطهي دورياً؛ كقناة اتصالية مع مجتمع الطهي وفنونه في المملكة، لمناقشة واستعراض جميع الموضوعات المرتبطة بهذا القطاع الحيوي، وتناول كل المجالات والأشكال الثقافية الأخرى المرتبطة بفنون الطهي سواءً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك بالتزامن مع مبادرة عام الشعر العربي 2023 .