عاش زوار محافظة تيماء أمس، تجربة فريدة لا تُنسى وهم يشاهدون عبق الماضي التليد وقد عاد إلى الحياة في محافظة عُرف عنها بأنها، واحدة من أهم وأقدم المراكز التجارية في العالم، وملتقى لأهم حضارات الشرق القديم، حيث أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن إطلاق مشروع تفعيل أبرز المواقع التراثية بتيماء، والمتمثلة بواحة تيماء التاريخية وتجديد مركز التجارة القديم، وإعادة ترميم وسوق الناجم وبئر هداج، وقصر الرمان، وذلك ضمن أهدافها للحفاظ على مواقع التراث الثقافي، وتمكين التنمية الاجتماعية والاقتصادية في تيماء من خلال خلق فرص العمل وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بها، تماشياً مع أهداف وطموحات رؤية المملكة 2030. وشملت المبادرة إحياء "سوق الناجم" مع رواد الأعمال، باعتباره القلب الاقتصادي والتجاري لتيماء، حيث يهدف المشروع إلى تعزيز الصناعات التراثية والمنشآت الصغيرة، لا سيما تجارة المنتجات الفنية ومنتجات الحرف المحلية، من خلال زيادة أعداد الزوار وتعزيز العائد الاقتصادي، فيما يقع "بئر هداج" في وسط الواحة، وقد كان يخدم قديماً أعداداً كبيرة من السكان والمسافرين، كما تم ترميم قصر الرمان الذي يعود بناؤه إلى عام 1919م وسمي على اسم حاكم تيماء الذي بناه في ذلك الوقت. وتقع محافظة تيماء على بعد 200 كم شمال شرق محافظة العلا، حيث تعد أحد أهم وأقدم المراكز التجارية في طرق التجارة القديمة، ويعود تاريخها إلى نحو 90 ألف عام حيث تعد متحفاً للتراث والإبداع الإنساني في التجارة والثقافة، ويرجع أقدم ذكر لتيماء إلى النقوش الآشورية التي وصفت الواحة بأنها مدينة الثراء الغنية بآبار المياه. وكانت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، قد دشّنت خلال الأسبوع الماضي، مهرجان "الممالك القديمة"، والذي يربط العلا، مع محافظتي تيماء وخيبر، عبر تجارب ثقافية وتاريخية متنوعة، وسيكون المهرجان رابطاً بين مختلف المواقع التاريخية في خيبر وتيماء، معززاً تجارب ثقافية عبر قصص تعود إلى آلاف السنين، وتعبُر عن الحضارات والممالك العربية القديمة، وتربط بين الثقافات المتنوعة عبر التاريخ. وتنظم "لحظات العلا" التابعة للهيئة المهرجان الذي يربط بين الواحات التاريخية الثلاث: العلا، وتيماء، وخيبر، من خلال تجارب ثقافية للزوار، ورحلات تبرز الهوية الفريدة لكل موقع والتاريخ الذي يتفرد به.