وقع الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبدالرحمن المرشد ضمن زيارة وفد الصندوق للجمهورية الإسلامية الموريتانية اليوم، اتفاقية تمويل المرحلة الأولى لمشروع تزويد مدينة كيفه بالماء الصالح للشرب في موريتانيا الشقيقة انطلاقًا من نهر السنغال. وتأتي الاتفاقية بتوجيهات القيادة الحكيمة ونتيجة لمخرجات اجتماع المانحين, الذي تم بالرياض في شهر مارس من العام الحالي لمجموعة التنسيق العربية لمؤسسات التنمية مع الجانب الموريتاني، بهدف سد الفجوة التمويلية لهذا المشروع. ومثّل الجانب الموريتاني معالي وزير الشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الإنتاجية أوسمان مامودو كان، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى موريتانيا محمد بن عايد البلوي، إذ يسهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويل المشروع بقرضٍ تنموي ميسّر تبلغ قيمته 100 مليون دولار، ويدعم المشروع استدامة الموارد المائية وتوفير مصادر المياه النظيفة والحد من المشقة في جلب المياه والتكاليف المرتبطة بها، وتحقيق الأمن المائي والغذائي بالإضافة إلى خفض معدلات انتشار الأمراض والأوبئة الناتجة عن المياه الملوثة، ويشمل المشروع شبكة مياه بطول 250 كلم لتصل إلى 90 قرية وتجمع بنسبة تشكّل 20% من سكان موريتانيا. وأشاد الوزير الموريتاني بأهمية الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية عبر الصندوق السعودي للتنمية في دعم المشروعات التنموية، وتطوير قطاع البنية التحتية في جمهورية موريتانيا، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تشكّل أهمية كبيرة لحياة الكثير من المستفيدين، التي تسهم في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان. وافتتح وفد الصندوق السعودي للتنمية خلال زيارته لجمهورية موريتانيا ثلاثة مشروعات تنموية في قطاعات المياه والصحة والتعليم, شملت مشروع شبكة توزيع المياه في نواكشوط الذي أسهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويله بمبلغ إجمالي مقداره 25.33 مليون دولار, بحضور معالي وزير المياه والصرف الصحي سيدي محمد ولد الطالب أعمر، ويهدف المشروع إلى تحسين نوعية مياه الشرب ومعالجة التآكل والتدهور في شبكة توزيع المياه السابقة وتحقيق الاستفادة الكاملة من المياه الصالحة للشرب ليخدم عدة مناطق، لا سيما أن المشروع يغطي خطوط مياه بطول 600 كلم ليستفيد منها أكثر من 20 ألف منزل. يأتي ذلك انطلاقًا من الدور الذي يقوم به الصندوق للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإيمانًا منه بأن قطاع المياه يشكّل أهمية بالغة في حياة الإنسان، إذ يساعد الحصول على مياه مأمونة وصالحة للشرب وغير ملوثة على تعزيز صحة الإنسان بالإضافة إلى تحقيق الأمن المائي والغذائي. كما افتتح الوفد مشروع إنشاء مركز غسيل الكلى في نواكشوط، بحضور معالي وزير الصحة المختار ولد داهي، حيث أسهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويله بمنحة كريمة مقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية بمبلغ إجمالي يصل إلى 10 ملايين دولار ليدعم المشروع التغطية الصحية في عدة مناطق لرفع مستوى الخدمات الصحية وتوفير المعدات اللازمة من خلال تجهيز مركز غسيل الكلى بنواكشوط ليتسع لعدد 16 وحدة غسيل كلى. وافتتح أيضا مشروع الحرم الجامعي الجديد في نواكشوط، بحضور معالي وزير التعليم والبحث العلمي السيد محمد الأمين ولد أبي ولد الشيخ الحضرمي، ويُعد مشروعًا حيويًا تعليميًا أسهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويله بمبلغ إجمالي مقداره 30 مليون دولار، إذ يشمل المشروع عدة مبانٍ للكليات التعليمية والسكن الجامعي والخدمات والتجهيزات المختلفة، وكذلك مسجد الجامعة، فضلًا عن الأعمال المصاحبة للمشروع. وأوضح الرئيس التنفيذي للصندوق خلال افتتاح المشروعات ستنعكس هذه المشروعات إيجابًا على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجمهورية موريتانيا الشقيقة، كما ستسهم في توفير الدعم اللازم للخدمات الأساسية، التي تعزز الفرص الإيجابية لأفراد الشعب الموريتاني الشقيق للوصول إلى احتياجاتهم اليومية كافة لتحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي. يذكر أن المملكة تولي اهتماماً بالغاً لدعم قطاعات التنمية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية من خلال المشروعات والبرامج الإنمائية التي يمولها الصندوق السعودي للتنمية. حيث قدمت المملكة على مدى السنوات الماضية في موريتانيا (53) مشروعًا إنمائيًا ما بين قروض تنموية ميسّرة، ومنح كريمة مقدمة من حكومة المملكة بقيمة تتجاوز (800) مليون دولار، للإسهام في نمو وازدهار العديد من القطاعات الحيوية والتنموية.