واصل وفد المملكة ممثلا في هيئة الهلال الأحمر السعودي برئاسة رئيس الهيئة الدكتور جلال بن محمد العويسى، المشاركة في اجتماعات مجلس إدارة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، في الدورة الثالثة والعشرين للجمعية العامة للاتحاد المنعقدة حاليا بجنيف، في يومها الثاني، حيث ناقش مجلس الإدارة ملف سياسات الإسعافات الأولية ورؤيتها. وطالب الدكتور العويسى خلال الاجتماعات، بتعزيز ودعم الجمعيات الوطنية التي تعمل تحت مظلة الاتحاد الدولي للحصول على الاعتماد من المركز المرجعي العالمي للإسعافات الأولية GFARC، بهدف توحيد المناهج وتحسين جودة المخرجات بما يتوافق مع التحديثات الطبية المستمرة، وتعزيز التعاون بين الجمعيات الوطنية في بناء القدرات. وأوضح العويسى أن المملكة بدأت في مسار بناء القدرات مع بعض الجمعيات الوطنية كجمعية الهلال الأحمر البحريني، حيث حرصت على إعداد المدربين وتنفيذ الدورات التدريبية التخصصية لهم، كما تقوم الهيئة حاليا بالتنسيق مع دول أخرى منها تونس وجزر القمر والسودان، خاصة وأن الهلال الأحمر السعودي يعد رائدا في هذا المجال، بعدما بلغ إجمالي المستفيدين من البرامج التدريبية والمحاضرات التوعوية المتعلقة بالإسعافات الأولية أكثر من 1.2 مليون مستفيد. ولفت العويسى النظر إلى تجارب الهيئة في التحول الرقمي خاصة في مجال الإسعافات الأولية، مثل تطبيق المستجيب ومنصة متأهب للتسجيل في الدورات الطبية التخصصية والإسعافات الأولية، بالإضافة إلى الاستفادة من تقنية ال(VR) في تقديم الإسعافات الأولية، مشيراً إلى امتلاك الهيئة لمناهج متخصصة لتعليم الإسعافات الأولية لفئة ذوي الحاجات الخاصة منهم المكفوفين والصم والبكم، وأيضا منهج المسعف الصغير. وفي ختام الاجتماع أوصى الدكتور العويسي بأهمية وضع اشتراطات السلامة الإسعافية في الأماكن العامة ووضع الضوابط والإرشادات بشكل عالمي، وضرورة التركيز على البحوث الميدانية وقياس الأثر على حياة الإنسان، وتعميم سياسة الإسعافات الأولية بعد اعتمادها من قبل مجلس إدارة الاتحاد الدولي على المنظمات الصحية للاطلاع عليها والإحاطة بما ورد فيها، وتقديمها كذلك إلى المؤسسات العلمية لتعزيز إدراج الإسعافات الأولية في المناهج التعليمية. يذكر أن المملكة ممثلة في هيئة الهلال الأحمر السعودي، كانت قد فازت بعضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر عن منطقة آسيا والباسيفيك لدورة تستمر أربع سنوات، بعدما حصدت المملكة أغلبية أصوات مندوبي الدول الأعضاء في الجمعية العامة للاتحاد، وذلك للمرة الثانية في تاريخها.