يُعد القطاع الثقافي من أكثر القطاعات التي شهدت تحولاً كبيراً في المملكة خلال المدة القليلة الماضية، خاصة مع استحداث 11 هيئة ثقافية مختلفة و16 قطاعاً فرعياً تحت مظلة وزارة الثقافة، وتُعنى هذه الهيئات بمختلف القطاعات الثقافية من الأدب والترجمة والنشر مروراً بالأزياء والطهي وليس انتهاءً بقطاع الأفلام والموسيقا. ويحظى القطاع الثقافي بدعم كبير من قيادة المملكة، وتضمنت رؤية المملكة 2030 الكثير من المبادرات التي تستهدف النهوض بالقطاع، وتندرج تحت الهدف الإستراتيجي "تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة" الذي تم إسناده إلى برنامج جودة الحياة، وتقوم بتنفيذ مبادراته وزارة الثقافة والهيئات المنبثقة عنها. ومن أهداف هذه المبادرات النهوض بالبُنى التحتية الخاصة بالقطاعات الثقافية، وتمكين القطاع الخاص من الاستثمار فيها، وتحقيق منافع اقتصادية من خلاله بزيادة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير الفرص الوظيفية، وغيرها من الانعكاسات الاقتصادية الإيجابية، علاوة على أثرها الثقافي في إبراز الثقافة المحلية وتعزيز مكانة الثقافة السعودية عالمياً. ومن المشاريع التي أطلقتها وزارة الثقافة -ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة- صندوق التنمية الثقافي، الذي يهدف إلى دعم أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030، وتفعيل القطاعات الثقافية المختلفة، وتحسين جودة الحياة. ويقدم الصندوق آليات تمويل مختلفة من قروض وضمانات بنكية واستثمارات الملكية الخاصة لتنمية القطاع الثقافي، وتمكين القطاع الخاص من الإسهام في نموه، خاصة في المشاريع المتعلقة بالبُنية التحتية وتطوير التقنية والخدمات المساندة الأخرى. ومن المشاريع المهمة على مستوى البُنية التحتية الثقافية مبادرة تطوير المكتبات العامة التي وُضِعت إستراتيجيتها، وستبدأ بإنشاء ثلاث مكتبات عامة في ثلاث مدن مختلفة، إضافة إلى مبادرة تُعنى ببناء وتجهيز الأصول الثقافية، وتستهدف 19 أصلاً ثقافياً ما بين متاحف ومعارض وغيرها، وقد أعلنت وزارة الثقافة إنشاء عدة متاحف ضمن المبادرة، منها متحف الذهب الأسود، ومتحف البحر الأحمر، ومتحف تيم لاب، ومتحف الدرعية بينالي. كما رُخّص لأكثر من 200 متحف خاص، وتأهيل وتشغيل عدة متاحف أخرى ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي يتضمن تأهيل 16 موقعاً أثرياً في مختلف مناطق المملكة. ولا تقتصر مشاريع البُنية التحتية الثقافية -التي تنطلق ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة- على إنشاء وتأهيل المكتبات العامة والمتاحف والمعارض، بل تطمح لإيجاد بُنية تحتية متميزة للقطاعات الثقافية كافة ومنها قطاع الأفلام الذي سيتم دعمه من خلال تنفيذ مشاريع مجمع إستديوهات أفلام متكاملة لتمكين السينمائيين السعوديين من الإبداع والابتكار, وكذلك إنشاء أكاديمية للفنون التقليدية، ومعهد للموسيقا، هدفها تأهيل المبدع السعودي وتمكينه في القطاعات الثقافية كافة.