أوضح معالي الرئيس التنفيذي للغذاء والدواء الدكتور هشام بن سعد الجضعي أن "جائحة كورونا" كشفت ما يواجهه الممارسون الصحيون من تحديات لتحقيق سلامة المرضى، ومن ذلك ارتفاع عدد المصابين المحتاجين للعناية والظروف الصعبة التي تجعل الممارس الصحي في قلب المعركة يحمل لواء التصدي للأمراض والأوبئة . جاء ذلك خلال افتتاح معالي الرئيس التنفيذي للغذاء والدواء فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى" الذي يحمل شعار "سلامة الممارسين الصحيين وتأثيرها على سلامة المرضى"، والندوة العلمية التي نظمتها الهيئة بهذه المناسبة –عبر الاتصال المرئي- بمشاركة مسؤولين ومختصين من "الغذاء والدواء" والمركز السعودي لسلامة المرضى، وحضور أكثر من 200 مهتم. وقال الدكتور الجضعي في كلمته خلال افتتاح الندوة: إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ضرب أنحاء المعمورة منذ نحو تسعة أشهر، وتربع على سنام اهتمامات الدول، إذ أرهق القطاعات الصحية، وأبرز ضرورة بناء منظومات صحية متكاملة، والاستثمار في تعزيز قدرات الممارسين الصحيين ليكونوا حصناً حصيناً للمجتمع من الأمراض والأوبئة ويحققوا أفضل أداء في سبيل ضمان سلامة المرضى وتخفيف آثار الفيروس. وأكد أن المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً بالغاً بسلامة الممارسين الصحيين وسلامة المرضى، وتطبّق أفضل السياسات العالمية في هذا المجال، تحقيقاً للهدف الأسمى المتمثل في حفظ الأنفس وسلامتها. وتابع: "نحتفي باليوم العالمي لسلامة المرضى من خلال التأكيد على رسالتنا مع منظمة الصحة العالمية المتمثلة في "تأييد سلامة الممارسين الصحيين وتأثيرها على سلامة المرضى". وأشار إلى أن "الهيئة" تحرص على وجود أحدث المعايير التي تساعد الممارسين الصحيين في أداء أعمالهم، ومن ذلك الكشف المبكر عن الأعراض الجانبية للأدوية، والحد من الأضرار غير المرغوبة الناتجة من الأجهزة والمنتجات الطبية، وهنا تبرز أهمية تعزيز ثقافة الإبلاغ عن حوادث ومشاكل الأجهزة والمنتجات الطبية، والامتثال لمتطلبات الهيئة بالاستخدام الآمن للأجهزة والمنتجات الطبية، معولاً على المشاركة الإيجابية للمجتمع مع المركز الوطني لبلاغات الأجهزة والمنتجات الطبية في مراحل التحقيق بحوادث الأجهزة والمنتجات الطبية والاستجابة لما يرد من تقارير عن إنذارات ورسائل السلامة. وقدّم الدكتور الجضعي الشكر والعرفان للممارسين الصحيين الذين قدموا التضحيات في سبيل إنقاذ حياة المرضى من فيروس كورونا. وشهد الحفل تكريم الممارسين الصحيين والمنشآت الصحية الذين أسهموا بفاعلية في رفع نسبة البلاغات عن مشاكل وحوادث الأجهزة والمنتجات الطبية ورصد الأعراض الجانبية للأدوية والإبلاغ عنها، إذ تم تكريم 20 ضابط اتصال في قطاع الأجهزة الطبية بالهيئة، و21 من المسهمين في الإبلاغ عن الأعراض الجانبية والخلل في جودة المستحضرات والفاعلين في التواصل مع "الهيئة"، إضافةً إلى 24 منشأة صحية وصيدلية. واستعرضت الجلسة الأولى من الندوة "اشتراطات ومتطلبات الاستخدام الآمن للأجهزة الطبية داخل منشآت مقدمي الرعاية الصحية"، وركّزت الجلسة الثانية على "سلامة القوى العاملة في القطاع الصحي"، فيما تم بالجلسة الثالثة الحديث عن دور "الهيئة" في متابعة سلامة الأدوية بعد تسويقها. وتعمل الهيئة العامة للغذاء والدواء على الاكتشاف المبكر للأعراض الجانبية للأدوية والحد منها، ومراقبة جودة الدواء، والحد من الأخطاء الدوائية، والأخطاء غير المرغوبة الناتجة من الأجهزة والمنتجات الطبية، إضافةً إلى ضمان سلامة المرضى المشاركين في الدراسات السريرية. وانعكاسًا لزيادة وعي المستخدمين ومقدمي الرعاية الصحية والمؤسسات الطبية في المملكة؛ تسلمت "الهيئة" منذ بداية العام الحالي 2020 إلى الأول من شهر سبتمبر (26782) بلاغاً عن حوادث الأجهزة والمنتجات الطبية، مسجلةً ارتفاعاً مقارنة بالأعوام السابقة 2019 و2018، إذ وصل عدد البلاغات التي استقبلتها إلى (20976) و (2002) بلاغ على التوالي. كما تسلمت منذ بداية 2020 إلى النصف الأول منه (31927) بلاغًا عن الأعراض الجانبية للأدوية، وكان لمراكز التيقظ الفرعية البالغ عددها 25 مركزاً موزعة على جميع مناطق المملكة أثرًا كبيراً في زيادة عدد وجودة بلاغات الأعراض الجانبية للأدوية المستلمة من المركز الوطني للتيقظ، ما أسهم بشكل مباشر في بناء قاعدة البيانات الوطنية للأعراض الجانبية. وتتلقى "الهيئة" البلاغات عن المشاكل والحوادث المتعلقة بالأجهزة والمنتجات الطبية والأعراض الجانبية للأدوية عبر قنوات عدة تشمل: المركز الوطني للتيقظ الدوائي، وتطبيق "طمني" المتاح على نظامي التشغيل "IOS" و "أندرويد"، إضافةً إلى مركز الاتصال الموحد (19999). وبهذه المناسبة أنارت "الغذاء والدواء" مبناها الرئيسي في مدينة الرياض باللون البرتقالي، كما أطلقت صفحة على موقعها الإلكتروني مخصصة لمشاركة "الهيئة" وجهودها باليوم العالمي لسلامة المرضى، تتوفر فيها بيانات وإحصاءات ومعلومات حول المناسبة.