أكد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أن بلاده تمر بأوقات صعبة، مشيراً إلى أن الجميع قادرون على القيام بكل مهامهم وتوخي الحذر واتخاذ الإجراءات الاحترازية بعد تفشي فيروس كورونا. وقال إسبر في مؤتمر صحفي من البنتاغون اليوم بمشاركة رئيس هيئة أركان القوات المسلحة مارك ميلي: إن وزارة الدفاع الأمريكي تقوم بكل ما في وسعها للاستجابة للأزمة الصحية التي سببها الفيروس، مؤكدًا أن الإدارة والجيش الأمريكيين يتخذان كل الإجراءات الضرورية لحماية الشعب الأمريكي وقواته المسلحة. وأضاف: جعلت من حماية أفرادنا على رأس الأولويات، والأولوية الثانية تتمثل في ضمان الحفاظ على قدراتنا الدفاعية الوطنية، والأولوية الثالثة هي دعم الحكومة الأمريكية في حماية الشعب الأمريكي. وأوضح إسبر أن الجيش أرسل آلافاً من عناصر الحرس الوطني من 50 ولاية وأربع مناطق تابعة إلى عدة مناطق، فضلاً عن نشر مستشفيات ميدانية في اثنتين من كبريات المدن الأمريكية، وإرسال سفينتين طبيتين تابعتين للبحرية إلى نيويورك ولوس أنجلوس. وتابع وزير الدفاع الأمريكي قائلاً: إن الباحثين التابعين للجيش انضموا إلى السباق المتعدد الأطراف لتطوير اللقاح والأدوية ضد كورونا المستجد. وأكد أن بلاده تواجه تحدياً كبيراً لكنها ستنجح في تجاوزه في نهاية المطاف، مشيراً إلى أن تلك التحديات ستزيد مع الوقت، ولكن اتباع الإجراءات الصحيحة سيسمح بالحفاظ على جهوزية القوات الأمريكية. وأوضح إسبر أن الدول تتعامل بطرق مختلفة مع الفيروس، وأن ذلك قد يشكل تحديات بالنسبة للولايات المتحدة في المستقبل. وأضاف: أنه مع الحلفاء سنقدم لهم المساعدة عبر توفير الأطباء والموارد مثلاً، أما بالنسبة للأعداء فقد يتعاملون مع الأوضاع بطريقة قد تؤثر على وضعنا الأمني وجهوزيتنا. ومن جهة أخرى أكد إسبر أن البنتاغون لديه مخزون إستراتيجي من المستلزمات والمعدات الطبية لمواجهة كوفيد-19، وأن ذلك سمح له بعرض المساعدة على الوكلات الأخرى مثل الكمامات وأجهزة التنفس وغيرها. ومن جانبه قال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة مارك ميلي ميلي: إن فيروس كوفيد-19 ليس أول تحد تواجهه الولاياتالمتحدة أو أول حرب تخوضها البلاد، مؤكدًا أن الجيش الأمريكي سيقوم بدوره لحماية الشعب الأمريكي وقواته، مع مواصلة مهامه الأخرى. وأضاف: أن كورونا سيؤثر على جهوزية القوات الأمريكية لكن ذلك التأثير سيكون ضعيفاً إلى متوسط، وقد يتغير ذلك وسنحتاج إلى تقييم الأوضاع ونحن نعمل ذلك باستمرار". وفيما يختص بالمناخ الأمني بشكل عام، قال ميلي: إن الوباء يؤثر على بلدان مختلفة بطرق مختلفة، وبناء على صلابة القدرات الطبية في كل دولة فإن الأزمة الصحية قد تؤدي في بعض المناطق إلى انهيار اجتماعي أو فوضى سياسية في دول معينة، ما يستدعي تجاوب الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أنه قد يكون هناك شح في الموارد، وهو ما نراه بالنسبة للكمامات والقفازات الطبية وأجهزة التنفس، وذلك قد تكون له عواقب وخيمة في دول معينة لا تتعامل مع القضية الطبية بمسؤولية. وحول الأثر الاقتصادي للوباء العالمي، أكد رئيس الأركان أن الفيروس سيؤدي إلى آثار أمنية ثانوية، مبيناً أنه إذا كان هناك انكماش اقتصادي عالمي فإن هناك آثاراً لذلك، ما يجعل من اتباع ما ينصح به الخبراء أمراً في غاية الأهمية من أجل "تسطيج المنحنى" والحد من انتشار كورونا وتقليل آثاره وطنياً وعالمياً.