انطلقت اليوم في الرياض، أعمال البعثة التجارية السعودية- العراقية التي تنظمها هيئة تنمية الصادرات السعودية "الصادرات السعودية"، ضمن جهودها الهادفة إلى تنمية الصادرات غير النفطية وتعزيز فرص تواجد المنتجات المحلية في الأسواق الدولية، بمشاركة 130 شركة سعودية و42 شركة عراقية، من قطاعي مواد البناء والأغذية، وذلك بهدف بحث واستكشاف فرص تصدير المنتجات السعودية إلى العراق، وتعزيز العلاقات السعودية العراقية التجارية والاقتصادية. وأكد الأمين العام لهيئة تنمية الصادرات السعودية المهندس صالح بن شباب السلمي في كلمته الافتتاحية، أن هذا اللقاء يأتي امتدادًا للعلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق الشقيقة، وخطوة مهمة تسهم في رفع قيمة التبادل التجاري وتوسيع قاعدة التصدير للشركات السعودية، وفتح فرص ومجالات جديدة للمنتج الوطني وإيجاد الفرص للشركات الجاهزة للتصدير، كما يعكس استراتيجية تعزيز العلاقات الاقتصادية التجارية بين البلدين. وأشار إلى أن صادرات المملكة غير النفطية إلى العراق خلال الخمس سنوات الماضية وصلت إلى ما يقارب ال 10 مليارات ريال ، فيما بلغت صادرات المملكة إلى العراق خلال عام 2018م ما قيمته 2.4 مليار ريال ، مبيناً أن قطاع المواد الغذائية احتل المرتبة الأولى للصادرات السعودية إلى العراق بقيمة 662 مليون ريال سعودي تلاه قطاع مواد البناء بقيمة تصديرية بلغت 565 مليون ريال. من جهته أوضح سفير جمهورية العراق لدى المملكة الدكتور قحطان طه خلف، أن السفارة العراقية في الرياض تعمل على تسهيل حركة التجار والمستثمرين من الرياض إلى بغداد من خلال اعتماد آليات جديدة أسهمت في إصدار تأشيرات الدخول في نفس اليوم وتسريع تصديق وثائق الصادرات وذلك انعكاساً للرغبة المتبادلة بين البلدين لتطوير العلاقات في المجالات كافة وتعزيز دور القطاع الخاص في ترسيخ الشراكة التجارة والاقتصادية بين المملكة والعراق، متوقعاً حدوث طفرة كبيرة في مستوى التبادل التجاري بين البلدين بعد افتتاح معبر جديدة عرعر مستقبلاً. من جانبه أكد ممثل وفد البعثة التجارية العراقية سالم العيساوي، حرص القطاع الخاص العراقي على دعم المنتج السعودي وتمكينه من المنافسة داخل الأسواق العراقية، مشيراً إلى الجودة العالية التي تتمتع بها الصادرات السعودية كميزة تنافسية اكسبتها مكانة خاصة لدى المواطن العراقي، كما دعا إلى تطوير آليات تعاون مشترك تدعم حركة التبادل التجاري بين المصدر السعودي والمستورد العراقي بما يحقق المنفعة المشتركة بين الطرفين. عقب ذلك بدأت اجتماعات مطابقات الأعمال بين المصدرين السعوديين من جهة والمشترين المحتملين من جمهورية العراق من جهة أخرى لعقد الصفقات التجارية بينهم علماً أن الاجتماعات ستستمر إلى يوم غد، الأمر الذي يعد فرصة أمام المصدرين المحليين لعقد العديد من الصفقات لتنمية صادراتهم وفتح أسواق جديدة لمنتجاتهم، مما يحقق وصول أفضل للمنتجات الوطنية إلى السوق العراقي. وكان الوفد العراقي قد وصل إلى مدينة الرياض أمس، حيث أقامت هيئة تنمية الصادرات السعودية مأدبة عشاء ، بحضور أمين عام الهيئة المهندس صالح بن شباب السُلمي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية العراق عبدالعزيز بن خالد الشمري، والسفير العراقي لدى المملكة الدكتور قحطان بن طه خلف، ووكيل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة المهندس خالد بن محمد السالم، حيث بحث الطرفان أوجه التعاون المشترك وسبل تعزيز متانة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. يشار إلى أن هيئة تنمية الصادرات السعودية توظف جميع إمكاناتها نحو تحسين كفاءة البيئة التصديرية وتذليل المعوقات التي قد يواجهها المصدرون ورفع المعرفة بممارسات التصدير وتنمية الكفاءات البشرية في مجال التصدير، كما تعمل على رفع الجاهزية التصديرية للمنشآت المستهدفة من خلال خدمات تقييم جاهزية التصدير والاستشارات لتحسين القدرات التصديرية للمنشآت المستهدفة. وتعمل الهيئة أيضا على تسهيل إيجاد الفرص والأسواق التصديرية الملائمة للمنشآت وذلك بإعداد أدلة النفاذ إلى الأسواق ودراسات الأسواق حسب الطلب، وتسهم في ظهور المنتجات السعودية أمام الفئات المستهدفة عن طريق المشاركة في المعارض الدولية، كما تقدم خدمة تيسير ربط المصدرين مع المشترين والشركاء المحتملين من خلال البعثات التجارية واللقاءات الثنائية على هامش المعارض الدولية. ويأتي عمل هيئة تنمية الصادرات السعودية ترجمة لرؤية المملكة 2030م، وتلبية لتطلعات القيادة الرشيدة نحو تنمية الصادرات غير النفطية وتنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني.