اختتمت اليوم في مقر النادي الصحفي الأوروبي في مدينة بروكسيل, أعمال الملتقى الإعلامي الإسلامي الأوروبي للحد من خطاب الكراهية في وسائل الإعلام، وورشة العمل لتقييم واعتماد الصيغة النهائية لمشروع الدليل التوجيهي لتأهيل الإعلاميين لتغطية الأحداث الإرهابية التي عقدتهما الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو- بالتنسيق مع الأكاديمية الإسلامية للبحث والتنمية. وتم اعتماد "إعلان بروكسيل من أجل الحد من خطاب الكراهية في وسائل الإعلام"، الذي دعا الأممالمتحدة وكل المنظمات الإقليمية والدولية على العمل على تعزيز الجهود الدولية لمكافحة التحريض على الكراهية والعنف، كما دعا مجلس حقوق الإنسان على القيام بشجب حالات التعصب والتمييز والتحريض على كراهية معتنقي أي دين. وأكد الإعلان الدعوة إلى وضع قانون لحماية الأديان، ليس القصد منه الحد من حرية التعبير، وإنما الغاية منه محاربة التحريض على الكراهية وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتحسين التفاهم وتقدير أوجه الشبه والاختلال، وتعزيز الاحترام والتسامح تجاه آراء معتقدات الآخر مع المحافظة على تعزيز واحترام التنوع الثقافي والديني التي تتفق مع قواعد ومعايير حقوق الإنسان ، كما دعا اعلان بروكسيل إلى الاحترام المتساوي تجاه الأديان وكل ما يعد مقدسا فيها، والمشاعر الدينية للمتدينين، واحترام التنوع الديني مع تطوير الحوار بين أتباع الأديان، ودعم الجهود لمواجهة التطرف والإرهاب. ودعا المشاركون, إلى ربط حرية التعبير بالمسؤولية، وحث مؤسسات الإنتاج الاعلامي على الالتزام بأخلاقيات العمل التي تساعد على ترويج رسائل إعلامية تراعي ثراء التراث الثقافي الإنساني وتراعي احترام الأديان وذلك في إطار التسامح، مع الالتزام بالمبادئ الأساسية لأخلاقيات مهنة الصحافة، بما في ذلك التحلي بالمسؤولية، والإنصاف والدقة الموضوعية والترفع عن كل أشكال العنصرية والتحريض على العنف وعدم التسامح، والكره العنصري والديني. وأكدوا ضرورة إيلاء الأولوية لتدريب المسؤولين ذوي الصلة وتشجيع القيادات الدينية والمجتمع المدني على معالجة الأسباب الحقيقية للتمييز بسبب الدين، داعين إلى اتخاذ تدابير إيجابية وحازمة في مكافحة التعصب الديني خاصة فيما يتعلق بالاضطهاد وإلى معارضة أعمال الكراهية والاستفزاز والتنميط والإساءة، كما دعوا المؤسسات الدينية بمختلف انتماءاتها وقياداتها إلى التصدي بشكل مباشر للخطاب الإقصائي والتأكيد على القيم الإنسانية المشتركة. وعبر المشاركون عن اهتمامهم بالمساهمة في دعم التعاون والتنسيق بين الإعلاميين من أجل تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، والتمييز بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، ونبذ العنصرية والكراهية، وتوفير متطلبات العيش المشترك، موصين بعقد هذا الملتقى بصفة دورية مرة في السنة وبالتناوب في عواصم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ورحب المشاركون بالإعلان عن تأسيس الرابطة الدولية للإعلاميين من أجل الحد من الكراهية والتطرف, مشيدين بمضامين الاستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي حول التصدي للإسلاموفوبيا، وببرنامج الإيسيسكو لتكوين الإعلاميين في مجال معالجة الصور النمطية المتبادلة, ومنوهين بمبادرة إنشاء جائزة منظمة التعاون الإسلامي الدولية لمكافأة وسائل الإعلام والإعلاميين المتميزين في مجال تعزيز الحوار والتسامح والوئام بين الثقافات . وأشادوا بمبادرة إعداد مشروع الدليل التوجيهي لتأهيل الإعلاميين لتغطية الأحداث الإرهابية، داعين منظمة التعاون الإسلامي إلى تعميم توزيعه باللغات العالمية الأكثر انتشاراً وعقد دورات تدريبية للإعلاميين بالتعاون مع الإيسيسكو والجمعيات المهنية للصحافيين للاستفادة من الإجراءات والتوجيهات الفنية والإعلامية والأخلاقية والقانونية التي يتضمنها الدليل.