أعادت فعاليات " جازان زمان " ، التي ينظمها مجلس التنمية السياحية بجازان حاليًا ، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة جازان ، العادات والتقاليد القديمة المرتبطة بشهر رمضان المبارك , ماثلة أمام مرأى الأسر , في مشاهد وعروض حيّة , استرعت انتباه الزوار , واستقطبت أعدادًا كبيرة من محبي التراث والذكريات القديمة . ويتوافد مئات الزوار من العائلات يوميا على موقع الفعاليات التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي بالواجهة البحرية بالكورنيش الشمالي بمدينة جيزان , لمتابعة العديد من الفعاليات التي يتم تنفيذها بعناية , أدهشت الزوار , وأعادت ذكريات من تاريخ المنطقة القديم , بعرض العديد من الفعاليات الاجتماعية التي ترسم تراث الآباء والأجداد وتقدمه واقعًا أمام الأبناء . ويجد الزوار فرصة سانحة لقضاء أوقات على الجلسات التراثية التي كانت تستخدم قديمًا ، مستمعين للحكواتي ينثر على المسامع قصص السابقين وذكرياتهم , وذلك في أجواء تحاكي بيئة جازان قديمًا من خلال ألعاب الأطفال والملابس التراثية ومسابقاتهم وألعابهم الشعبية , فضلا عن تقديم الشخصيات المهمة في التاريخ الاجتماعي القديم مثل المسحراتي والسقا . ويتعرف زوار " جازان زمان " على المأكولات الشعبية القديمة في رمضان كالمفالت , ويحتسون قهوة القشر المشهورة بجازان , فيما تقدم المعارض في جنبات المخيم تاريخ جازان القديم في لوحة أمام الزوار فمن الأواني الفخارية , إلى الصناعات اليدوية والمشغولات والتطريز , والخزفيات . وتبرز "القعادة" الجازانية وهي قطعة أثاث تستخدم للجلوس والنوم , في مخيم الفعاليات مرحبة بالضيوف والزوار, حيث شكلت القعادة على مرّ السنين رمزًا للاحتفاء بالضيف، وظلت محتفظة بمكانتها في بيوت جازان , حيث يتعرف الزوار على طريقة صناعتها , كواحدة من الصناعات اليدوية التقليدية التي عني بها أهالي جازان في فترات زمنية سابقة مطوعين موارد البيئة المحلية على نسق من الحرفيّة . وتبدو فعاليات "جازان زمان " كدار عرضٍ حي لموروثات جازان وتاريخها التليد وبخاصة في شهر رمضان , حيث أسرت الأجواء الرمضانية الزوار , ووضعتهم أمام إطلالة على حقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق, ونمط الحياة السائد في تلك الحقبة , التي تبوح بعراقة إنسان المنطقة قديمًا وجهده الكبير في التعايش مع الظروف البيئية المحيطة به .