قال وزير الخارجية في حكومة الوفاق الليبي محمد سيالة إن ظاهرة «الإرهاب» أضحت واقعًا ملموسًا تجاوز كل الحدود ولم تعد محصورة داخل دولة أو منطقة، بل تهدد جميع المجتمعات الإنسانية دون استثناء وتفقدنا الشعور بالأمن والأمان ، مؤكدًا أن «الإرهاب يستهدف الجميع، أطفالًا ونساءً وشيوخًا وشبابًا دون وازع ديني أو أخلاقي» . وأضاف سيالة، في الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس: «بلادي عانت من خطر الإرهاب، لكنها من منطلق إيمانها العميق بواجبها تجاه شعبها وشعوب العالم نجحت في محاربته وخاضت معركة حاسمة ضد تنظيم داعش في مدينة سرت ودحرته وحررتها» . وأشار سيالة إلى أن «ليبيا مازالت تعاني من الإرهاب والذي كان آخر جرائمه تفجير الإرهابيين لبوابتين أمنيتين في سوكنة وإجدابيا أوديا بحياة 12 جنديًا من الجيش بالإضافة إلى عشرات الجرحى»، بحسب المكتب الاعلامى للخارجية الليبيية . وأكد سيالة أنه «لا يمكن الحديث عن كل هذه الأحداث التي يعاني منها العالم دون الحديث عن تمويل الإرهاب وهو الهدف الذي تسعى نحوه كل التنظيمات الإرهابية بشتى الطرق خاصة تجارة المخدرات والأسلحة والتهريب واختطاف الرهائن وطلب الفدية والسطو المسلح وتزوير الأموال، بالإضافة إلى ظاهرة الاتجار بالبشر من خلال استغلال ظروف المهاجرين». وأشار سيالة إلى أن «ليبيا رغم الظروف السياسية فقد اتخدت إجراءات حازمة لمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله وأصدرت العديد من القوانين لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب»، مؤكدًا أن «كل هذه الجهود توجت برفع اسم ليبيا من قائمة الدول المصنفة تحت المتابعة المعززة من قبل فريق متابعة التعاون الدولي التابع لمجموعة العمل المالي في العاصمة الفرنسية» . وقال إن «ليبيا ملتزمة بتنفيد المعايير الدولية لنظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لإيمانها بأنه طوق النجاة للجميع أمام التحديات التي تفرضها ظاهرة الإرهاب وتمويله» . وأوضح سيالة أن «ليبيا ورغم كل الظروف تستطيع أن تقدم الكثير في مكافحة الإرهاب وتمويله»، داعيًا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم الشرعية الذي من شأنه أن يعزز جهودها في هدا المجال» . م ر