أثرى عدد من باحثي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، جلسات المؤتمر الجيولوجي الدولي الثاني عشر، الذي تنظمه هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والجمعية السعودية لعلوم الأرض، بعدد من الأوراق العلمية التي تبرز جهود المدينة في ابتكار تقنيات متقدمة في مجال التنقيب والبحث عن الثروات المعدنية الواعدة بالمملكة التي تساعد على إنشاء صناعات تعدينية ذات قيمة مضافة تتوافق مع برنامج التحول الوطني 2020 المنبثق من رؤية المملكة 2030. واستعرض الباحثان في المركز الوطني لتقنية البترول والغاز عبدالعزيز بن نايف المطيري، وسلطان بن عوض الخمعلي، في ورقة علمية قدماها بعنوان "دراسة جيوكيميائية مخلفات البوكسايت (الطين الأحمر) في المملكة"، الجدوى الاقتصادية التي من الممكن تعزيزها من مخلفات البوكسايت، حيث أجريت التحاليل الجيوكيميائية لعينات الطين الأحمر لتحديد إمكانية الاستفادة منها كعنصر مهم في أحد التطبيقات الصناعية مثل مواد البناء، ومشتقات الحديد، والدهانات. بعدها قدم الباحث في المركز الوطني لتقنية البترول والغاز الدكتور منصور بن سالم الحميميدي، ورقة علمية بعنوان "دمج النماذج ثلاثية الأبعاد للمتكونات الجيولوجية في المملكة مع صور الكاميرا متعددة الاطياف ومسح الرادار الأرضي"، أكد فيها أهمية الخصائص الدقيقة للطبقات الحاملة للبترول والغاز والمنكشفات الصخرية لدراسة المعادن واستكشافها كونها الركيزة الأساسية لاقتصاد المملكة، حيث توجد هذه الثروات الطبيعية جيولوجياً على كلٍ من الرصيف والدرع العربي في المملكة. وأوضح الدكتور الحميميدي أن تقنية الماسح الضوئي الأرضي والتصوير الفوتوجرامتري والتصوير بالكاميرات متعددة الأطياف (اسبكتروم) والمسح الراداري الأرضي، تعد من أهم التقنيات التي تساعد في معرفة خصائص المنكشفات السطحية وتحت السطحية وذلك بعمل نماذج ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع، حيث تتميز هذه التقنيات بإمكانية إنتاج مجسم ثلاثي الأبعاد يحاكي الواقع الحقيقي موضح عليه نوعية الصخور والمعادن وإمكانية إجراء الحسابات الكمية عليه مثل حساب ميل الطبقة واتجاه التشققات وزاوية الغطس للطيات وغيرها. وفي ورقة بعنوان "الأهمية التكتونية الإقليمية للاتساع المتغير وغير المتماثل لفالق البحر الأحمر والتشوه الداخلي في الصفيحة العربية" للباحث بالمركز الوطني لتقنية البترول والغاز ثامر بن زايد العتيبي، أوضح فيها أن نتائج الدراسة لمحطات الرصد المستمر الجيوديسية التي تم تركيبها بواسطة الهيئة العامة للمساحة أظهرت أن هناك إشارات تدل على وجود تشوهًا داخل الصفيحة العربية في المنطقة المحاذية لشمال البحر الأحمر، متوقعاً أن تلعب كلا من الخصائص الضعيفة للغلاف الصخري والصُّدُوع الموروثة عن تكون البحر الأحمر دوراً كبيراً في تواجد التشوه نتيجة تغير إقليمي في قيم الصلابة لمنطقة شمال غرب المملكة. كما قدم الباحث في المركز الوطني لتقنية البترول والغاز الدكتور عمر بن عبدالعزيز المسند ورقة علمية بعنوان "دراسة ووصف الخصائص البتروفيزيائية لطفل قصيباء من المنكشفات الصخرية في وسط وشمال المملكة"، بين فيها أن هذه الدراسة تهدف إلى توصيف الخواص البترولية الفيزيائية مخبرياً وتقييم متكون طفل قصيباء، حيث تم جمع عينات صخرية من منكشفات طفل قصيباء في كل من القصيم وتبوك، ودراسة خواصها الفيزيائية، وقد شمل التوصيف قياسات مخبرية للنفاذية وذلك من المنكشفات باستخدام جهاز قياس النفاذية المتنقل، وتم مقارنة القياسات المخبرية التي أجريت في هذه الدراسة مع نتائج البحوث المنشورة والمبنية على قياسات الآبار الحقلية، متوقعاً أن تسهم الدراسات المخبرية على طفل قصيباء في فهم وتطوير المصادر غير التقليدية للهيدروكربونات في المملكة.