افتتح مدير تعليم صبيا الدكتور عسيري بن أحمد الأحوس، على مسرح الإدارة اليوم، فعاليات "ديوانية التعليم" الثانية، بحضور وزير الدولة السابق الدكتور مدني بن عبدالقادر علاقي والمشرف على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة جازان الدكتور أحمد بن يحيى البهكلي، وثلة من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالتعليم في المنطقة. وتناولت الديوانية الحديث عن "معالم التعليم وأعلامه في منطقة جازان" من خلال ما قدمه ضيف الديوانية الباحث والتربوي عبد اللطيف بن طاهر علاقي وحاوره خلالها الأديب والناقد عمر بن طاهر زيلع. وأشار علاقي إلى أن التعليم منذ بداياته في المملكة كان محل اهتمام كبير ومباشر من مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهو ما أكمله أبناؤه من بعده، مبيناً أن المجتمع في جازان قد أسهم في الحراك العلمي والتعليمي بشكل كبير وذلك من خلال مبادرات بعض الأسر والأفراد من المنطقة سواء من خلال سفرهم لطلب العلم ثم العودة للتدريس عبر الكتاتيب والحلقات أو من خلال المكتبات التي كانت تزخر بها منازلهم. وعَرّج علاقي في حديثه إلى المرحلة الأولى للتعليم النظامي في المنطقة، مبرزاً أنها بدأت عام 1355ه حينما صدر الأمر السامي بإنشاء مدارس العزيزية في جيزان ومدرسة ابن خلدون بصبيا ومدرسة الصديق في أبوعريش، ثم تلتها بقية المرحلة في العديد من المحافظات والقرى والهجر. وتطرق إلى أهمية المرحلة الثانية والتي تعد مرحلة التوسع في التعليم وذلك من خلال مدارس الشيخ عبدالله القرضاوي والتي كانت تسمى آن ذاك مدارس الجنوب، ملمحاً إلى ما قدمته للحياة التعليمة بالمنطقة، وذلك من خلال قيامها بالعديد من الأدوار الثقافية والتربوية والتعليمية والبحثية وتنوع وتعدد المراحل التي كانت تقوم بتدريسها، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في انتشار التعليمي بمنطقة جازان. وفي نهاية اللقاء تم فتح باب المداخلات للحضور والإجابة على أسئلتهم، حيث تحدث وزير الدولة السابق الدكتور مدني علاقي عن أن المعلم في الماضي كان يمثل وجه المعرفة والتربية ويعتبر مفوض فوق العادة من الأسرة لتربية الأبناء وتعليمهم، ممتدحاً في هذا الصدد أهداف ديوانية تعليم صبيا وما تمثله من حراك تعليمي وتربوي وثقافي مهم. كذلك رأى الدكتور أحمد البهكلي بأن التعليم في جازان قبل التعليم النظامي كان يمثل نقطة تعليم مركزية ثابتة بين نقطتي الاستقطاب العلمي الأكبر الحجاز واليمن، وأن المنطقة مليئة بالكثير من المبدعين في الماضي في جميع الميادين، ويجب إبراز جهودهم العلمية وتعريف الأجيال بهم من خلال هذه الفعاليات وغيرها. واعتبر الدكتور عسيري الأحوس، أن ديوانية التعليم تعد أحد برامج مكتب إدارة التحول بالإدارة، وأنها تمثل استجابة لمتطلبات مضامين الرؤية الوطنية 2030، التي تؤكد على مد الجسور وبناء الشراكات الفاعلة مع المجتمع وجميع القطاعات الحكومية والخاصة لتحقيق خططها الاستراتيجية، مضيفاً أن الديوانية تهدف إلى التواصل مع المجتمع ورفع الوعي بين منسوبيه، وذلك من خلال طرح العديد من الموضوعات التربوية والأسرية والمجتمعية التي تتناولها.