انطلقت على مسرح أمانة منطقة عسيربأبها اليوم، الجلسات العلمية لملتقى "العمران السياحي للمناطق الجبلية"، وتستمر لمدة يومين. واستعرض المشاركون والمشاركات خلال جلسات العمل 8 أوراق وبحوث علمية، ناقشوا خلالها عددا من التجارب المحلية والعربية في مجال التراث السياحي العمراني. وتناولت الجلسة الأولى ورقة علمية بعنوان " المحاور الاسترتيجية لتنمية القطاع السياحي بالمناطق الجبلية.. حالة دراسية: إقليم كردستان العراق " قدمها استشاري التنمية العمرانية عضو هيئة التدريس بقسم العمارة والتصميم الداخلي بكلية الهندسة في جامعة البحرين الدكتور إسلام بن حمدي الغنيمي، تطرق خلالها إلى تميز الموقع السياحي لإقليم كردستان العراق ذو الطبيعة الجبلية، وما شهده من قفزات كبيرة ونوعية في مجال صناعة السياحة المتجددة، منوها إلى أن أهمية قطاع السياحة انعكست في الإقليم من خلال النمو الكبير الذي حققه القطاع خلال السنوات الخمس المنصرمة، بارتفاع عدد السواح من 0،38 مليون عام 2007م إلى 2،2 مليون عام 2012م، ما أسهم في نهضة الاقتصاد العام للإقليم وفي الاقتصادات المحلية للمناطق، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة في الإقليم، مشيرا إلى أن إقليم كردستان يتمتع بأصول سياحية مهمة تشمل موارد طبيعية وتاريخية وثقافية وبيئية وتراثية مهمة ومواقع واعدة يمكن الاستفادة منها في تطوير منتجات سياحية في كافة محافظات الإقليم، حيث أعطت الحكومة إقليم كردستان قطاع السياحة حيزا كبيرا من الاهتمام، واعتبرته أحد القطاعات ذات الأولوية المنتجة مع قطاعي الزراعة والصناعة الداعمة للتنمية المحلية المتوازنة، لافتا إلى أن الهدف من الدراسة هو استعراض الخطة الاستراتيجة للسياحة لإقليم كردستان العراق". وتحدث أستاذ الآثار المساعد بجامعة الملك خالد المشرف على كرسي الأمير سلطان بن سلمان للسياحة والآثار والتراث الوطني الدكتور علي بن عبد الله مرزوق في ورقته العلمية عن " الطرز المعمارية والجمالية في العمارة التقليدية بمنطقة عسير "، التي حصرها في 4 طرز معمارية وجمالية، هي: الطراز النباتي (العشش)، والطراز الحجري، والطراز الطيني، والطراز الحجري الطيني، مشيرا إلى اختلاف الغرض الذي أنشئ من أجله البناء التقليدي ما بين مباني سكنية ودينية ودفاعية، مؤكدا في الوقت ذاته أنه على الرغم من قلة الإمكانات المادية سابقاً إلا أن عمارة عسير التقليدية وزخارفها خير شاهد على اهتمام أهالي المنطقة بالتجميل والتزيين. // يتبع // 18:43ت م
عام / انطلاق جلسات ملتقى العمران السياحي للمناطق الجبلية بأبها / إضافة أولى ولخص الدكتور مرزوق أهم التوصيات بالمبادرة إلى إنشاء كلية للعمارة وكلية للسياحة والآثار في جامعة الملك خالد نظراً لما تتمتع به منطقة عسير من طرز معمارية متنوعة، وبيئة سياحية جاذبة، وحصر القرى التراثية في منطقة عسير وتحويلها إلى متاحف ومزارات سياحية والإتقاء بها عمرانياً بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، وإعداد معايير خاصة بالبناء في منطقة الدراسة من قبل أمانة المنطقة، تشترط فيها توظيف الطرز المعمارية والجمالية للعمارة التقليدية في التصميمات المعمارية الحديثة. وفي الجلسة الثانية للملتقى لمحور " مستقبل السياحة في المناطق الجبلية "، استعرضت ورقتين عمل، حيث قدم مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف بحضرموت الدكتور حسين أبوبكر العيدروس ورقة عمل بعنوان " المقومات السياحية لهضبة حضرموت "، ناقش خلالها دراسة لتأهيل بعض المواقع، لاسيما في المناطق الهضبية "أعالي المرتفعات أو ما يسمى بالجول التي بالإمكان تأهيلها سياحيا وسبل الاستفادة منها بهدف جعلها بدائل للسياحة الداخلية والخارجية، التي يرتادها الكثير من السكان أثناء الإجازات السنوية للاستجمام وقضاء أوقات للتمتع بمشاهدة مناظر طبيعية جميلة وأخرى تاريخية لترقى إلى مصاف المواقع السياحية. وسلط الدكتور العيدروس الضوء على مناطق جديدة تمتلك معظم المقومات السياحية، هجرت منذ أزمان بعيدة، وتمتلك مميزات جيدة لإعادة تأهيليها سياحيا، لاسيما أنها تنتشر المواقع الأثرية القديمة التي تكسبها أهمية سياحية، بالإضافة إلى وجود الحياة البرية النادرة فيها الحيوانية والنباتية، موضحا أن الهدف من دراسته هو استغلال هذه المناطق لتصبح مناطق جذب سياحي جديدة من خلال إدخال المشروعات الخدمية، والحد من السفر إلى خارج اليمن للاستجمام والسياحة. بدوره، تناول رئيس بلدية محافظة العلا بأمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس محمد بن ناجي الحويطي خلال ورقة العمل التي جاءت تحت عنوان " تجربة العمران السياحي في المنطقه الجبلية "العلا"، تجارب وإنجازات في العمل البلدي للتنمية العمرانية، شملت عرض تجارب متنوعة للنجاحات، أثبتت فيه البلدية القدرة على التصميم والتنفيذ والإشراف بجودة عالية في وقت قياسي، مشيرا إلى أن المشروعات اتسمت بالجمال في التصميم وتوظيف العناصر المعمارية المحلية والتناغم والانسجام مع البيئة المحيطة في أكثر من موقع. وناقش الباحثون والباحثات في الجلسة الثالثة لمحور " استراتيجية التنمية السياحية "، 4 أوراق عمل ل5 مشاركين، حيث لفتت الباحثة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس بالمملكة المغربية الدكتورة ماجدة صواب في ورقة عملها " السياحة رافعة التنمية المحلية بمدن جبال الأطلس المغرب "، إلى أن مدن إفران وآزرو وإيموزار وبولمان وميدلت و خنيفرة من أهم الحواضر المنتمية إلى السلسلة الجبلية الأطلسية وأكثرها شهرة من الناحية السياحية، غير أن مدينة افران المتميزة بجمالها وروقنها والطبيعة الخلابة التي تحيط بها أبرزها على الإطلاق مما جعلها تحظى باهتمام وطني ودولي وتشتهر بفن معمارها الأوربي وتجهيزاتها السياحية العالية الجودة وبفضاءات تضم بنيات وتجهيزات سياحية عالية الجودة، وجامعة دولية وملاعب رياضية تغري نجوم العدو الريفي للإقامة بها، ما أكسبها صفة المدينة الذكية والمستدامة والخضراء بفعل احترامها لشروط التنمية الحضارية التي تراعي الاستدامة البئية مما جعلها مدينة متميزه بمشهدها الحضري المتناغم والمنسجم مع طبيعة المناخ الجبلي وقبلة للسياح المغاربة والأجانب طوال العام، إضافة إلى انتمائها للمتنزه الوطني " إفران " الغني من حيث النباتات والمشاهد الطبيعية والثقافية الفريدة. وأضافت الدكتورة ماجدة أن الهدف من الدراسة هو إلى بلورة فكرة تطور المدن الجبلية جراء تطور النشاط السياحي والاستفادة منها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. // يتبع // 18:43ت م
عام / انطلاق جلسات ملتقى العمران السياحي للمناطق الجبلية بأبها/ إضافة ثانية واخيرة من جهته، قدم كل من الأستاذ المساعد بقسم التخطيط العمراني في جامعة الملك سعود الدكتور وليد بن سعد الزامل ومدير عام الهيئة العامه للسياحة و التراث الوطني بمنطقة الباحة زاهر بن محمد الشهري، دراسة عن " تجربة إحياء وتأهيل قرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة "، ناقشا خلالها أن مناطق التراث العمراني في المملكة العربية السعودية أصبحت مهددة أو في طريقها للاندثار نتيجة للتأثير السلبي لعصر التحضر والحداثة وما صاحبه من تغييرات ساهمت في تكريس الزحف العمراني للمناطق الحضرية الحديثة على حساب المناطق التراثية. ونوها إلى أن الجهد المقدم في ورقتهما يعد محاولة بحثية تهدف إلى تسليط الضوء على تقييم تجربة إحياء وتأهيل قرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة لبحث إمكانية الاستفادة منها كنموذج استرشادي للتأهيل العمراني المستدام للمناطق التراثية الجبلية في السعودية، من خلال نتائج تقييم التجربة في الجوانب العمرانية والمادية والعوائد الاقتصادية والبيئية. من جانبه، شدد الدكتور بقسم العمارة في كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز هشام بن علي مرتضى على أن تجربة الهدا والشفا في معالجة التشوه البصري بالمناطق العمرانية السياحية الجبلية من قبل أمانة منطقة الباحة جديرة بالاهتمام لأنها لامست الواقع وجميع الأطراف المعنية بتشكيل البيئة العمرانية السياحية: الملاك، المقننون (الأمانة)، المصممون، منوها على استناد التجارب لمعايير علمية وعملية وتسلسل رائع لمراحل التنفيذ. من جهة أخرى، قدم أستاذ التخطيط العمراني والإقليمي بكلية العمارة والتخطيط في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، عنتر عبد العال أبو قرين وعضو هيئة التدريس بكلية التخطيط العمراني والإقليمي بجامعة القاهرة الدكتور المهندس محمد إمام ورقة عمل " استراتيجية مقترحة لتنمية السياحة الجبلية في المملكة العربية السعودية"، مشيرين إلى أنها تأتي كمحاولة صياغة استراتيجية شاملة لتنمية المواقع السياحية الجبلية في المملكة العربية السعودية، وتحدد أسس التعامل مع هذه المواقع وأولويات تنميتها وصولا إلى الهدف، وقالا : إن البحث يبدأ بمراجعة نظرية حول أسس ومتطلبات السياحة في الجبال، وتقديم تحليل لبعض التجارب المحلية والعالمية الناجحة في مجال السياحة الجبلية، ثم البحث حصرًا بمقومات السياحة الجبلية في المملكة. وأخيرًا، صياغة استراتيجية شاملة لتنمية السياحة الجبلية في المملكة.