افتتح مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي بن عبدالخالق القرني اليوم بمقر المكتب في الرياض فعاليات الاجتماع الثالث ل " ملتقى أيام المنظمات الدولية " ، الذي نظمه مكتب التربية العربي ، ضمن إطار برنامج التعاون بين المكتب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليكسو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو)، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية(OECD). واستهل الاجتماع بكلمة لمدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج قال فيها:" إن هذا العام يحتفي المكتب بمرور أربعين عامًا على إنشائه، وهو احتفاء بمسيرة زخرت بالإنجازات في مختلف المجالات التربوية والتعليمية، وهي إنجازات تتحدث عن نفسها في التعاون والتكامل التعليمي الخليجي المشترك، وفي التواصل والتعاون والتشارك مع مختلف المنظمات والهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية والعالمية". وأضاف:" إن جسورَ التواصلِ باقيةٌ وممتدةٌ بين أبناء الأسرة الواحدة، وهي تزداد متانةً على مرِّ الأزمان، لتؤكِّدَ قدرَتَنا على ارتياد دروبٍ جديدةٍ، في سبيلِ الارتقاء بعطاءاتنا، بما يناسب متطلبات العصر الذي نعيش، بالمزيد من البرامج المشتركة، والتنسيق الواعي، والعمل الفعّال المتميز وتأكيدًا على هذا التوجه، فسوف نتشرف اليوم بتوقيع اتفاقيات جديدة، من أجل تنفيذ برامج نأمل أن تتجاوب مع تطلعات دولنا الأعضاء في المكتب" . وأشار القرني إلى أن الملتقى يهدف إلى توطيد العلاقات بين المنظمات الدولية، والتنسيق بينها وتبادل الخبرات لمواجهات التحديات التي تمرُّ بها المنطقة العربية . عقب ذلك أكد معالي وزير التعليم في كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة التعليم للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد العوهلي دعم ومساندة المملكة منذ تأسيسها جميع المنظمات الدولية بجميع مجالاتها وذلك تجسيداً لرسالتها السامية خدمة للشعوب العربية والاسلامية والإنسانية أجمع وإيماناً منها على التعاون ومد الجسور والتفاهم البناء مع جميع الثقافات، وما تزال عضوا فاعلا في الخريطة الإقليمية والدولية وتسعى دائما للمساهمة في دعم الأنشطة المختلفة التي تسهم في برنامج التنمية والتعليم بجميع أنواعها . وعد معاليه التعليم المحرك الرئيس لتطوير المجتمعات ورفعتها فهو الاستثمار الحقيقي لبناء التنمية والحضارة من خلال أفراد المجتمع . ثم ألقى معالي مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو الدكتور عبد العزيز التويجري كلمة أكد فيها أن التعاون والشراكة في مجال ضمان جودة التربية وملاءمتها للمتغيرات التي يعرفها عالمنا اليوم ، وتجديد العملية التعليمية بكل التفصيلات المرتبطة بها ، هما ضرورة حيوية ومن متطلبات تطوير المنظومة التربوية من النواحي كافة ، بقدر ما يندمج هذا التعاون الذي يتطور فيصل إلى مستوى الشراكة ، في صميم الأمن القومي في مدلولاته الشاملة ومفاهيمه العميقة . وأشار التويجري إلى أن العالم الإسلامي بصورة عامة يمرّ بمرحلة دقيقة تتصاعد فيها حدةُ التحديات والمخاطر التي تواجه المجتمعات العربية الإسلامية في أمنها ، وفي سيادة دولها واستقلالها والتي باتت تهدد استقرارها الاجتماعي نتيجة لتفاقُم أزمة الهويات جراء تنامي نزعات التطرف والتشدد والانحراف عن مسار الاعتدال والوسطية اللذين هما من خصائص الدين الاسلامي الحنيف . من جانبه أوضح المدير العام للألكسو الدكتور عبد الله محارب في كلمته أن معطيات الواقع الراهن تثبت بالدليل أن جهودنا السابقة في مجال الاستشراف ، سواءً في مجال التعليم أو غيره من المجالات ،لم تكن قادرة ً على توقع هذا القدر الهائل من الأحداث الدراماتيكية التي مرت، وقال :" تبقى مشكلة غياب المعلومات الوافية المدققة والمحدثة والموثوقة هي العائق الرئيس امام اتخاذ القرارات الصائبة ، وانتهاج السياسات الناجحة في وطننا العربي " . يذكر ان اللقاء يعقد على مدار يومين، يتخلله جلستا عمل أساسيتين تتناول الجلسة الأولى "دور اللجان الوطنية في تعزيز مستوى التنسيق وتبادل المعلومات ، أما الجلسة الثانية فتناول "الاستشراف التربوي وتحديات تطوير التعليم"، ويصاحب اللقاء معرض منتجات المنظمات المشاركة في اللقاء.