تعد مكتبة الحرم المكي الشريف من أهم المكتبات في العالم الإسلامي وأعرقها ، إذ ارتبطت بوجود المصاحف والكتب الشرعية ، وإن لم يكن وجود تلك المصاحف والكتب يعني بالضرورة وجود مكتبة بالمعنى المتعارف عليه اليوم ، ومع أن كتب التاريخ لم تذكر بالنص وجود مكتبة داخل الحرم إلا أنه يستنتج وجودها فقدسية المكان كانت حافزاً للخلفاء المسلمين وحكمائهم وموسريهم ومؤلفيهم وقف مصاحف وكتب تحفظ في دواليب داخل الحرم ، بينما نجد أن غالبية المؤرخين يتفقون على أن نواة المكتبة كانت موجودة في بداية الخلافة العباسية زمن المهدي العباسي عام (161ه) ، وأنه كانت توجد قبتان أحدهما للسقاية والأخرى للمحفوظات سميت قبة بيت المحفوظات ، كانت تحفظ بها المصاحف وبعض الكتب الدينية . واهتم الملك عبد العزيز رحمه الله منذ بداية العهد السعودي الزاهر بهذه المكتبة ، وكون لجنة من العلماء لدراسة أحوالها وتنظيمها بما يتفق مع مكانتها وأهميتها ، وأطلق عليها عام 1357ه مكتبة الحرم المكي الشريف ، وأهدى إليها طيب الله ثراه مجموعة من الكتب ، وحظيت برعاية وعناية الدولة منذ ذلك الوقت ، واستمر تزويدها بما يستجد من الكتب والمراجع والأجهزة الحديثة التي تيسر على روادها استخدام أوعيتها المتنوعة . وتضم المكتبة اثني عشر قسماً تقدم خدماتها للمطالعين ، ومن تلك الأقسام قسم المخطوطات والدوريات وقاعات المطالعة وقسم التجليد وقسم التصوير الميكروفيلمي وقسم الفهرسة والتصنيف وقسم المكتبات الخاصة وقسم لذوي الاحتياجات الخاصة وقسم النوادر وجناح الحرمين الشريفين وقسم الإهداء والتبادل ، ويتم تقديم مقتنيات المكتبة للمطالعين بواسطة الحاسب الآلي . ويبلغ رصيد المكتبة من المطبوعات أكثر من نصف مليون كتاب ، ومن الصحف أكثر من ثلاثة آلاف مجلة ، كما بلغ عدد المخطوطات أكثر من ثمانية آلاف مخطوط أصلي ومصور ، في حين يضم قسم الميكروفيلم أكثر من 4000 فيلم لأهم المخطوطات ، ويضم قسم المكتبة الصوتية أكثر من 40 ألف شريط لخطب ودروس المسجد الحرام ،كما تضم المكتبة أكثر من سبعين ألف مخطوطه رقميه عن طريق التبادل وألفان وأربعمائة مصوره على الميكروفيلم وقسم الدوريات يشتمل على مائه وأربع وثلاثين صحيفة ومجله محلية وعربية متاحة للمطالعين والزوار الباحثين . // يتبع //