انعقدت بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالعاصمة التونسية اليوم , أعمال المؤتمر العربي الثلاثين لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات , بمشاركة ممثلين عن وزارات الداخلية في الدول العربية فضلاً عن جامعة الدول العربية ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومركز "حماية" الدولي للتدريب ومنظمة "اليوروبول" وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية . ورأس وفد المملكة إلى المؤتمر مساعد مدير عام مكافحة المخدرات لشؤون العمليات اللواء عبدالله الأطرم . وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في كلمته الافتتاحية أن المؤتمر سيناقش عدداً من الموضوعات التي تلامس مختلف المشاغل المتعلقة بالمخدرات وترويجها وتعاطيها في المنطقة العربية , مشيراً إلى أن جدول أعمال المؤتمر يعكس الحرص على تبادل التجارب وتقاسم الخبرات بين الدول الأعضاء من خلال استعراض تجاربها في مكافحة المخدرات والاطلاع على خطط بعض الدول في هذا المجال . وأفاد معاليه أن مواجهة سوء استخدام الأدوية ذات التأثير العقلي والنفسي ستستأثر بقسط وافر من مداولات المجتمعين من خلال دراسة تحليلية للإحصاءات المتعلقة بهذا الاستخدام ومن خلال تقارير ميدانية وردت بهذا الشأن من وزارات الصحة في الدول العربية , مشيراً معاليه إلى أن هذه المعضلة تشكل خطورة أكثر من المخدرات التقليدية إذا تم الوضع في الحسبان أنه لا يمكن حظرها نظراً لاستخداماتها الطبية وأنها باتت تصنع بتكلفة أقل مما يضاعف انتشارها وتعاطيها في مختلف دول العالم . وبين معالي الدكتور كومان أنه اتضح منذ سنوات وجود روابط وصلات متينة بين التنظيمات الإرهابية ومنظمات الإجرام المنظم وعلى رأسها عصابات الاتجار بالمخدرات , بحيث تكون عوائد المخدرات مصدر تمويل للعمليات الإرهابية ويكون السلاح حامياً لتجارة المخدرات . وتابع معاليه " أنه لإن كانت التنظيمات الإرهابية قد حصلت في السنوات الأخيرة على مصادر تمويل أخرى منها تهريب النفط والآثار وتجارة السلاح وطلب الفدية والابتزاز فإن عوائد المخدرات ما تزال رافداً مهماً لتمويل الإرهاب " , مشيراً إلى أن التحريات ما تفتأ تكشف ضلوع التنظيمات الإرهابية في تهريب المخدرات في المنطقة العربية أحياناً بدعم من قوى إقليمية وما تنفك وسائل الإعلام تطالع بين الحين والآخر بإيقاف مروجين للمخدرات حتى في بلدان نائية يوجهون عائدات هذه التجارة لتمويل ميليشيات إرهابية ناشطة في المنطقة العربية . ودعا معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الأجهزة الأمنية في الدول العربية إلى إيلاء الاهتمام اللازم للصلات القائمة بين التنظيمات الإرهابية وعصابات الاتجار بالمخدرات والعمل بتعاون بناء مع الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب من أجل مواجهة مشتركة أكثر نجاعة . وناقش المؤتمر عدداً من القضايا الهامة من بينها المستجدات الدولية في مجال المخدرات ومدى تأثيرها على المنطقة العربية ، والتدابير القانونية والإجرائية المتخذة من قبل الدول العربية لمراقبة المواد الكيميائية المستخدمة في الصنع غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية ومنع استيرادها وتصديرها والاتجار بها وتوزيعها على نحو غير مشروع ، ودور الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية في تمويل الإرهاب . كما ناقش عدداً من الدراسات والتقارير وتجارب بعض الدول الأعضاء فيما يتعلق بمقاومة الاتجار بالمخدرات والاستخدام غير المشروع للأدوية ذات التأثير العقلي والنفسي .