التقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس اليوم طلاب كلية الحرم المكي الشريف المستجدين المنتسبين للكلية في مقر الكلية بتوسعة الملك فهد –رحمه الله- , وذلك بالتنسيق مع إدارة العلاقات العامة بالمسجد الحرام . وفي مستهل اللقاء رحب مدير كلية الحرم المكي الشريف فضيلة الدكتور داود المعلم بمعالي الرئيس العام وشرح له إجراءات القبول في الكلية وما يترتب عليها من اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية . عقب ذلك ألقى معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس كلمة نوّه في مقدمتها بأهمية رسالة العلم السامية والتي تعنى بتدريس العلوم الشرعية ونشر هدايات الإسلام وفق المنهج الشرعي الصحيح المستمد من الكتاب العزيز والسنة المطهرة. وأضاف معاليه أن ذلك يَنْصَبُّ في خدمة الإسلام، ونشره، وحماية جناب العقيدة، وتقوية الروابط العلمية بين المسلمين في مختلف أصقاع المعمورة، وتحقيق عدد من الأهداف من أبرزها: عمارة المسجد الحرام بدروس العلم, وإعداد طلبة علم وعلماء يستطيعون في المستقبل النهوض بمسؤولياتهم في تعليم أجيال الأمة ما تحتاج إليه في أمر دينها، بذلك مشاعل هداية تضيء الطريق للسالكين في مختلف البلدان، وبشتى اللغات, وتقوية أواصر الأخوة الإسلامية حيث يلتقي في حلقات العلم بالمسجد الحرام أبناء المسلمين من مختلف دول العالم الإسلامي يتعارفون فيما بينهم ويتعاونون في تحقيق أهداف المعهد التي أنشئ من أجلها وتوثيق الصلة بين الطلاب وأهل العلم الراسخين فيه سواء من جهة كتب أهل العلم التي يدرسونها، أو من جهة من يتلقون عنهم. وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال من خلال ربط الطلاب بكتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وعبّر معاليه عن بهجته وسعادته بميلاد هذه الكلية الموفقة التي تهدف إلى بث العلم النافع بين جنبات المسجد الحرام وإلى إخراج جيل مسلح بالمنهج العلمي الشرعي يقوم بعبادة الله عز وجل على منهج سلف هذه الأمة متسلح بعلوم الكتاب والسنة وما يدور في فلكهما من العلوم النافعة متميزا بمنهج الوسط والاعتدال فلا غلو ولا جفاء ينهل من معين القرآن ومن السنة النبوية على عقيدة صحيحة ومنهج سليم يعنى بالدليل والتأصيل والتعليم ليعبد المسلم ربه على بصيرة وليحقق المكلف مقصد الشارع من وجوده في هذه الحياة وهو إنما وجد لتحقيق عبودية الله عز وجل ولا يمكن أن تعرفه إلا بالعلم و المراد بالعلم مطلق العلوم لكن إذا نص العلم فإنه يتبادر إلى علوم الشريعة وما يخدمه . وشكر معاليه عميد الكلية وزملاءه وشكر أعضاء هيئة التدريس وثمن جهودهم في نشر العلم الشرعي في هذه الحلقات المباركة بين جنبات وأروقة المسجد الحرام كما شكر الطلاب ودعا للجميع بالتوفيق والنجاح . وقال إن كان هنالك من وصية ونحن في بداية العام الدراسي وانطلاق هذه الكلية فهي الوصية بتقوى الله عز وجل والحرص على بذل الجهد والجد في طلب العلم لأن طلب العلم فريضة كما لا يخفى ولا يمكن للعبد أن يعبد ربه إلى بالعلم الشرعي الصحيح ولاسيما في هذه الآونة التي كثرت فيها الفتن وعمت فيها المحن ويحتاج طلاب العلم إلى التسلح بالعلم وأخذه عن أهله التقاة من العلماء الراسخين الربانيين الموثوقين كذلك ينبغي العلم على قاعدة الإخلاص لله عز وجل وعلى الاستفادة من العلماء والأدب معهم ومزج العلم بالعمل وأن يكون طالب العلم ومعلمه قدوة حسنة أمام الناس في تطبيقه للعلم واستفادته منه وتقدير العلماء وكذلك ينبغي أن نحرص على آداب الخلاف وفقه الاختلاف بين العلماء واحترام جناب العلماء وتقدير مكانتهم ومنزلتهم سواء كانوا من السابقين أو من اللاحقين ولا يجوز أبدا أن ينال من أهل العلم أو أن يقلل من قدرهم أو شأنهم مهما كانت المسائل الخلافية واقعة بينهم فقد كان الصحابة يختلفون وكان الأئمة الأربع في كثير من مسائل الفقه مختلفين لكن كانت القلوب سليمة والصدور مليئة بالحب والتقدير مهما اختلفت موارد الاجتهاد واختلفت المسائل فإن لكل مذهب وإمامٍ اصوله وقواعده التي ينطلق منها ولهذا يحصل الاختلاف في ما بينهم لكنه اختلاف التنوع مع أن القلوب سليمة واحدة وصحيحة . وشدد معاليه على بذل الهمة في الوصول إلى القمة من خلال هذه الكلية التي سنسعد قريبا إن شاء الله أن تكون جامعة للحرمين , والدراسات ماضية في هذا بل وقوية وحثيثة وبإذن الله تحقق هذه الكلية وهذه الجامعة ومن قبلها معهد الحرم المكي والمسجد النبوي الرسالة العلمية في القيام بالعلم النافع والدعوة إلى الله على بصيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على خطى متوازنة وعلى منهج سليم وعلى حكمة يستشفها المسلم من نور الوحيين ومن توضيح أهل العلم وبينهم والنظر في المصالح العليا للأمة وتحقيق السياسات التطورية التي تحقق المصالح وتدر�� المفاسد وأكد أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمجد النبوي من خلال توجيهات ولاة الأمر – حفظهم الله حريصة كل الحرص على انطلاقة هذه الكلية وقد بدأت بعدد من الأقسام وسوف تضاف إليها أقسام أخر التي تفيد أبناء العالم الاسلامي أجمع . واختتم معاليه تصريحه رافعاً باسمه واسم منسوبي الرئاسة بالغ الشكر والتقدير والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ولسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على رعايتهم وعنايتهم وتوجيههم ودعمهم الدائم والمستمر لتقديم أفضل وأرقى الخدمات للحرمين الشريفين وقاصديهما جعل الله ذلك ثقيلاً في موازين حسناتهم . وفي ختام اللقاء أهدى مدير كلية الحرم المكي الشريف درعا تكريمياً لمعالي الرئيس العام .