يعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة العربية السعودية ، الذي استحدث عام 1435ه ، أحد البرامج الوطنية المهمة للحافظ على الإرث الحضاري ، لهذه البلاد الطاهرة . وتتمتع المملكة العربية السعودية ببعد حضاري ضارب في القدم ، نتيجة موقعها الفريد ، وتعاقب الحضارات والممالك على أرضها ، بوصفها مهدا للإسلام ، مما دعا إلى العناية بمواقع التراث الوطني بحمايتها وتأهيلها والتعريف بالآثار والمتاحف ، والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية ، وجعل التراث الوطني جزاء من حياة وذاكرة المواطن ، وربط ذلك بصناعة السياحة بما يسهم في التنمية الاقتصادية الشاملة . وتبنت رؤية المملكة " 2030 " مبادرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري ، حيث أقرت أربع مبادرات فرعية لمشاريع تأهيل المواقع الأثرية وتطوير منظومة المتاحف ، وتأهيل القرى والبلدات التراثية ومراكز الإبداع الحرفي ، وأسست ثلاث شركات الأولى لترميم المواقع التراثية ، والثانية لتشغيل المواقع ، والثالثة للحرف والصناعات اليدوية . ويسعى البرنامج إلى حماية وتأهيل وتطوير عناصر التراث الوطني ، وتثقيف أفراد المجتمع وتوعيتهم بهذا التراث والاهتمام به ، وجعله جزءاً لا يتجزا من ذاكرة الوطن من خلال ربطه بقطاع السياحة ليصبح بذلك مساهماً في التنمية الاقتصادية الشاملة . ويهدف البرنامج إلى تعزيز معرفة المواطن بتاريخ وطنه وملحمة تأسيسه ، وتأهيل وتشغيل المباني التاريخية والقصور المملوكة للدولة خلال حكم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وتحويلها إلى مراكز ثقافية تعكس مراحل الوحدة الوطنية وتاريخها ، وحماية الآثار والمحافظة عليها ، واستعادة ما نقل منها إلى الخارج بطرق غير مشروعة ، والعناية بالمواقع ذات العلاقة بالتاريخ الإسلامي ، وإعادة تأهيل وترميم المواقع الأثرية والطرق التاريخية ، وإنشاء المتاحف وتطويرها وتشغيلها في مختلف مناطق المملكة ، وتطوير مواقع التراث العمراني ومراكز البلدات التاريخية والأسواق الشعبية ، والمحافظة على المباني التراثية وإعادة تأهيلها ، وتنمية الحرف والصناعات اليدوية لتحقيق فرص عمل للإفراد وتحويلها إلى عنصر فاعل في الاقتصاد الوطني .