ناقشت الندوة التي نظمها البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطلبات "فطن" بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون ظاهرة التعصب الرياضي في المجتمع. واتفق المشاركون في الندوة التي أقيمت في مقر جمعية الثقافة والفنون بالرياض مساء أمس، على أن ظاهرة التعصب الرياضي بدأت في الظهور مع تنوع وتطور وسائل الإعلام المختلفة. وأشاروا إلى أن صاحب سلوك التعصب الرياضي يشعر بداخله أنه على حق وغيره مخطئ مؤمنًا بذلك ومدافعًا عنه ورافضًا أيضًا لما سواه. وأوضحوا أن مصطلح التعصب الرياضي لم يظهر إلا في العقدين الأخيرين وهو مأخوذ من العصب والحمية لما ينتمي إليه المرء، مؤكدين أن التعصب بشكل عام هو شعور داخلي يجعل الشخص دائما يرى نفسه على حق وغيره على خطأ مصحوبا بإيمان قوي ودفاع مستمر ورفض لما يخالفه. وأشاروا خلال الندوة التي أدارها أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود المشرف على المركز الإعلامي ل"فطن" الدكتور تركي العيار، إلى أنه وعلى الرغم من ظهور القليل من المفاهيم تجاه معنى التعصب إلا أن العملية نسبية ؛لأن ما يراه الشخص في بلده تعصبا قد يراه غيره في بلده اعتزاز وانتماء وهذه العملية تخضع للعادات والقيم المتعارف عليها كل حسب بلده وبيئته. وبينوا أن التعصب له تأثير واضح على الفكر ويسهم في انحرافه، ولذلك كان لزاما على المجتمع مواجهته فكريا، حتى لاينعكس أثره السلبي على المجتمع. وقالوا إن المتعصب يستخدم ثلاث نظريات لتعزيز تعصبه، وهي التعرض الانتقائي حيث يختار من البرامج والمعلومات مايعزز تعصبه،كذلك الفهم والاستيعاب وهذا يظهر جليًا حين توجه سؤالا لعدد من الأشخاص تجد أن أغلبهم يفهم السؤال بطريقة مختلفة غالبًا ماتعزز ماينتمون ويتعصبون له دون موضوعية في الإجابة، أيضًا التذكر الانتقائي من أبرز النظريات التي تعزز هذا التعصب بحيث يغفل المتعصب كل مايناقض تعصبه. وحذروا من خطورة انتقال التعصب من الفرد للمجموعة خصوصا مع وجود وسائل الاتصال الحديث مما يشكل خطرًا على المجتمع. وعدد المشاركون في الندوة بعضا من الطرق التي تسهم في حل مشكلة التعصب بدءا بالإيمان بالله واستحضار أن الأمن مرتبط بالإيمان ومن ثم احترام المبادئ والقيم ، مرورًا بالمنزل والتعليم ومسؤوليتهما الكبيرة في تثقيف النشء، وكذلك التوعية المنهجية لكل قطاعات الدولة التي ستسهم في الحد من انتشار هذه المشكلة، مؤكدين أنه لايمكن إغفال دور الإعلام في توعية المجتمع. وربطوا ظهور التعصب الرياضي بتطور وسائل الإعلام وتنوع مواقعه مؤكدين أن متابعي الرياضة في المجتمع تجاوزوا هدفها السامي بوصفها تسلية وترفيه وباتت تسيطر على مشاعرهم وتؤثر في مسار حياتهم اليومية، وتحولت الرياضة إلى نشاط تجاري صرف بعيد عن الروح الرياضية. والقوا باللائمة في تغذية التعصب الرياضي على بعض الصحف التي تختار عناوين وعبارات تعزز التعصب بين الشباب، مشيرين إلى أن الجمهور الرياضي في الوقت الحالي يملك وعيًا وإدراكا كبيرين يجعلهم بمنأى عن تهمة التعصب الرياضي ، فتجدهم ملمين بجميع الجوانب الفنية للمباريات دون الحاجة لسماع خبراء أو محللين. وشددوا على أهمية المسؤولية الاجتماعية في ضبط مثل هذا السلوك ،بحيث لايمكن أن تكون هناك حرية مطلقة بل حرية إعلامية منضبطة ومسؤولة. وطالبوا باشتراط رخصة مزاولة مهنة الإعلام الرياضي لمحاولة الحيلولة دون ظهور من يسعى لتغذية التعصب عبر البرامج الرياضية. يذكر أن تنظيم هذه الندوات يأتي في إطار تعاون مشترك لبرنامج فطن مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، حيث تم الاتفاق بينهما على إقامة ندوة أسبوعية كل يوم ثلاثاء بمقر الجمعية لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها "فطن" لوقاية النشء والطلاب وتحصينهم من الانحرافات والتطرف الفكري والسلوكي وذلك من خلال عدد من الخطط والآليات التي اعتمدها البرنامج.