نظم البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات "فطن" مساء أمس الندوة الثانية بعنوان " الأمن الفكري " وذلك في مقر الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالرياض. وعد أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود الدكتور سليمان العقيل الأمن الفكري ركيزة أساسية في حياة البشر ، مبينًا دوره في علاقة الإنسان بالإنسان بغية تحقيق الضرورات الخمس التي أمر بها الإسلام, مشيرًا إلى أن الأمن الفكري يناقش القضايا الكبرى شفي الحياة الاجتماعية كالأخلاق والقيم من خلال الأنظمة والقوانين والقواعد المنظمة. وأرجع الدكتور العقيل ما أسماه بخلل الأمن الفكري إلى التغيرات الاجتماعية والانفتاح الاجتماعي الذي شهدته مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة إضافة إلى التربية، منوهًا أن عدم الثقة في النفس لدى الشباب هو السبب الرئيسي وراء الاختراقات الفكرية التي تستهدف شبابنا في هذا الوقت بالإضافة إلى المخدرات والمؤثرات العقلية كذلك غياب دور الإعلام وتحوله إلى أداة خلل وتسويق لبعض الأفكار المنحرفة واختراقه لعقول الشباب. وأكد ضرورة إعادة الضبط الاجتماعي والقيمة الاجتماعية من أجل إصلاح الوضع والعمل الجاد على بناء المجتمع بناء صحيحًا ، مبينًا أن ذلك يأتي من قبل وزارة التعليم التي تعد الحاضن الأول للشباب. من جانبه ألقى المستشار الأسري الدكتور عبدالرحمن المحرج باللائمة على عدد من القطاعات الحكومية والخاصة ، مبديًا أسفه الشديد على حضورها الخجول وقال: لم يكن لها الحضور البارز والفعال لمحاربة مثل هذه الأفكار, حاثًا وزارة التعليم على القيام بدور أكثر فاعلية من خلال تعديل بعض المناهج الدراسية التي لا تفيد الطالب أو المجتمع بل تكون عبئا عليه في بعض الأحيان, مشددًا على أهمية دور التعليم والمدارس في شان الأمن الفكري في المجتمع. وأفاد أن كل أفراد المجتمع مسئولون عن الأمن الفكري ، مثمنًا في الإطار ذاته الدور الرائد الذي تطلع به "فطن" ، مناشدًا الجميع بالمشاركة في برامجه حتى نرى نتائجها في المجتمع. وناقشت الندوة التي أدارها المشرف على المركز الإعلامي لبرنامج "فطن" الدكتور تركي بن فهد العيار ، عدة قضايا في شأن وقاية الأبناء وتحقيق الأمن الفكري وحمايتهم من التطرف والانزلاق في براثن الإرهاب، حيث تطرقت من خلال النقاش إلى مفهوم الأمن الفكري والمشكلات التي تنجم عن غيابه، الوسائل الكفيلة بتحقيق الأمن الفكري للأبناء وطلاب المدارس والجامعات، دور الأسرة ومؤسسات التعليم في توفير الأمن الفكري، الدور المطلوب من الإعلام في هذا الشأن، "فطن" ودورها في المعالجة واحتواء المشكلة، ومحاصرة آثارها المدمرة. يشار إلى أن تنظيم هذه الندوات يأتي في إطار تعاون الجمعية السعودية للثقافة والفنون مع برنامج"فطن"، حيث تم الاتفاق بينهما على إقامة ندوة أسبوعية كل يوم ثلاثاء بمقر الجمعية لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها "فطن" لوقاية النشء والطلاب وتحصينهم من الانحرافات والتطرف الفكري والسلوكي وذلك من خلال عدد من الخطط والآليات التي اعتمدها البرنامج.