أكد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر أن إسرائيل مازالت ماضية في سياستها الاحتلالية وتحديها للإرادة الدولية عبر مصادرة الأراضي في الضفة الغربية ومواصلة بناء المستوطنات التي تكرّس الاحتلال . وتحدث سموه في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية العامة للدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم عن ما خلفه العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة والحصار الجائر المفروض عليه ، داعيا المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والوفاء بالتزاماتها ، مطالبا بأن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته القانونية والأخلاقية بأن يُعلي الشرعية الدولية وحقوق الإنسان ويبتعد عن أسلوب الانتقائية الذي تميزت به معالجة هذه القضية طيلة الفترة الماضية ، وأن يُصدر قراراً تحت الفصل السابع من الميثاق بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلال عام 1967 وتنفيذ حل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة . وعن الوضع في سوريا ، دعا سمو أمير دولة قطر المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا وفي أماكن اللجوء ، مكررا الدعوة إلى مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته القانونية والإنسانية على وجه السرعة ويدعم الشعب السوري ضد الخطريْن المحدقين به ، خطر إرهاب النظام وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها ، وخطر القوى الإرهابية . كما دعا المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم بجانب العراق لمواجهة الإرهاب للخروج من محنته ، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه وتنوع طوائفه وتطرق سموه إلى الأزمة الليبية ، مناديا إلى دعم ليبيا حتى تجتاز المحنة التي تتعرض لها ، عبر السعي الجاد من المجتمع الدولي باحترام إرادة الشعب الليبي وتلبية تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار من خلال تحقيق مُصالحة تشمل الأطياف الليبية كافة . وحث سمو الشيخ تميم بن حمد الأممالمتحدة إلى العمل على تطبيق قراراتها بشأن منجزات الحوار الوطني في اليمن ، بما في ذلك إعادة بناء الجيش ليكون قادرا على الدفاع عن المؤسسات الشرعية، ووقف ظاهرة المليشيات المسلحة . وبشأن الفقر على المستوى الدولي ، قال سموه " إن دولا عديدة في العالم تعاني من الفقر وتواجه صعوبات خطيرة في النهوض بمعدلات التنمية المنشودة ، " مشيرا في هذا الصدد إلى أن الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة لما بعد 2015 تشكل رؤية مشتركة بشأن الأجيال القادمة . وختم سموه كلمته بالتأكيد على أن بلاده سوف تواصل سياستها الفاعلة في توفير فضاء للحوار في مناطق الصراع وفي التوسط بين الأطراف المختلفة وذلك أيمانا منها بأن حل النزاعات بالطرق السلمية ، إلى جانب التزامها بالعمل مع الأممالمتحدة ، لمواجهة التحديات المشتركة ، وتحقيق الأهداف المنشودة .