وتحاول أمانة جدة بقدر الإمكان السيطرة على هذه المشكلة البيئية، وإيجاد حلول حتى وإن كانت مؤقتة لتدارك تداعياتها، خاصة في ظل عدم وجود شبكة صرف صحي تغطي جميع الأحياء، إضافة إلى أن المواد الكيميائية في الصابون المستخدم في غسيل السيارات يساعد أيضا في تكوين الحفر والهبوطات الأسفلتية. وترى أمانة جدة أن من الأسباب المؤثرة في ارتفاع منسوب المياه الجوفية، أن معظم الأحياء السكنية في جدة ذات مستويات منخفضة، إلى جانب ردم البحر الأحمر، والتسرب الحاصل في شبكتي توزيع المياه والصرف الصحي وناقلات مياه الشرب، وهو ما أدى إلى تشكل بعض البرك السطحية وإلحاق الضرر بالبنية التحتية والأسفلت وتكون الحفر الوعائية. ترقيع الشوارع وأكد أمين جدة المهندس عادل فقيه أن القضاء على هذه المشكلة يكمن في إيجاد شبكة متكاملة للصرف الصحي بدلا من العلاجات المؤقتة المتمثلة في إصلاح تلك الحفر والهبوطات، فقد عالجت الإدارة العامة للطرق ما يقرب من 16 ألف متر مربع من الحفر والهبوطات في 66 شارعا موزعة على أحياء مدينة جدة، فضلا عن أعمال تعديل مناسيب 316 منهولا في أحياء الجامعة والرحاب ومشرفة والعزيزية والشرفية والروابي. كما تم عمل ترقيعات أسفلتية ل 272 حفرة وعائية وأكثر من 87 هبوطا. كما أن هناك فرق عمل لصيانة الشوارع تم توزيعها من خلال أربعة عقود كبيرة مدتها ثلاثة أعوام، لمباشرة بلاغات المواطنين وردم الحفر التي رصدتها البلديات. وتعاني أحياء جنوب وشرق جدة هذه المشكلة، خاصة في أحياء قويزة والجامعة والمتنزهات والعدل والإسكان الجنوبي والأجواد والروابي والوزيرية والسبيل وغليل والنزلة، وبعض المواقع في شمال المدينة، مثل الصفا والفيصلية، وغربها، ولكن بشكل أقل. وأشار محمد العمري «من سكان قويزة» إلى أن هناك طفحا خطيرا في الشوارع، يؤدي إلى تآكل البنية التحتية في جدة وأحيائها، وقد زادت المشكلة وتفاقمت مع كميات الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي ضربت جدة. حلول غير عملية وأضاف أحمد ناصر من سكان حي المتنزهات أنهم يفاجؤون يوميا بارتفاع للمياه الجوفية التي تهدد أحياءهم، مضيفا أن الحفر والهبوطات في الشوارع باتت أمرا في غاية الخطورة، وجعلت السير في بعض الشوارع أمرا صعبا للغاية، مشيرا إلى أنه ورغم أن الأمانة تسارع بسد الحفر وعلاج الهبوطات إلا أن المشكلة مستمرة. وذكر عدد من أهالي حي المتنزهات، أنهم راجعوا بعض الجهات المعنية لحل أمر طفح شوارعهم التي أصبحت تشكل مصائد لسياراتهم، وبعضهم يقوم بعمل ذاتي لوقف الطفح بما يعود سلبا على الشوارع من خلال الحفر الكبيرة التي تؤثر على السيارات وتزيد من أعطالها. وأضاف سعيد اليامي «من أهالي حي قويزة» أنه لو تم علاج المشكلة من بدايتها لما تفاقمت وأصابت معظم شرايين جدة، مضيفا أن أعمال ترقيع وترميم الشوارع مستمرة، لكنها حلول وقتية ولا تجدي على المدى الطويل. وطالب بمعالجات علمية للقضاء أولا على زيادة مناسيب المياه الجوفية، وبعدها يمكن السيطرة على بقية المشكلات الأخرى .