جاء لقاء المنتخب السعودي مع نظيره الإسباني الودي، السبت الماضي، الذي انتهى لمصلحة أبطال أوروبا في الدقيقة الأخيرة بثلاثة أهداف لهدفين، تأكيدا على أن كرتنا لا تزال بألف خير إذا ما وضعت لها البرامج والخطط التطويرية المستقبلية. كلنا كان يتوقع أن يقسو الإسبان على لاعبينا الشباب وأن النتيجة ستتجاوز أصابع اليد الواحدة، عطفا على قوة الماتدور الإسباني وترسانة النجوم التي يمتلكها وسيطرته الحالية على القارة العجوز بصفته بطل أوروبا في نسختها الأخيرة، وبنسبته الكبيرة التي يمتلكها من الترشح في الفوز بمونديال جنوب إفريقيا، وما هي إلا دقائق وبدد هؤلاء الشباب الخوف وزرعوا الثقة في من يتابعهم ويترقبهم من خلف الشاشات، أو حتى القلة الذين حضروا المباراة في الملعب بالنمسا. والكل وجه اتهاماته لمدرب الأخضر «بيسيرو» ووصفه بأنه المدرب الفاشل وأن إقامة هذا المعسكر النمساوي غير مفيد، وتشكيلة الأخضر أقل ما يقال عنها: إنها عشوائية الاختيار. في النمسا لعبنا أمام منتخبين سيلعبان بعد أيام في كأس العالم 2010: نيجيريا وإسبانيا، وبغض النظر عن نتيجة اللقاءين فإن المردود الفني الإيجابي لمنتخب بتشكيلته المتجددة برهان على أنه لا يزال لدينا الكثير. وإذا أردنا أن نقول للعالم: إن لدينا كرة جميلة، ومنتخبا قويا، نتباهى به أن جعل من النمسا منصة للانطلاقة نحو تكوين منتخب سعودي قوي، منتخب «الحلم». إن عوامل تكوين منتخب الحلم تبدأ من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ممثلة بهيئة دوري زين للمحترفين، لأن الدوري وحده هو الذي يصقل المواهب ويكسب اللاعب ثقته في نفسه إذا ما كان هذا اللاعب يلعب بدوري قوي ومنظم. وكما أن للاستقرار الفني دورا كبيرا في تكوين منتخب قوي لأطول فترة ممكنة، حيث يتطلب الوضع حاليا الإبقاء على البرتغالي بيسيرو على رأس الإدارة الفنية للمنتخب حتى مونديال أمريكا الجنوبية 2014 بالبرازيل. بيسيرو مدرب جيد ومجتهد حقق مع سبورتنج لشبونة البرتغالي البطولة الأوروبية لأبطال الكأس، وحقق مع الهلال بطولات أيضا.نحن في رياضتنا للأسف لا نطالع من سبقنا ونفكر بصوت عال، كيف أن ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا طوال تاريخهم الكروي، لم يمر على منتخباتهم مدربون من حيث العدد مثل ما مر على المنتخب السعودي منذ أن شكل في أول مرة؟ قائمة طويلة من المدربين ومن جميع الجنسيات، والنتيجة تذبذب في المستويات من جيل لآخر. فالمعادلة الكروية التي لا بد أن نضعها أمامنا: لاعب موهوب مع دوري قوي واستقرار فني، ينتج منتخبا قويا.