قد يكون مقطع الفيديو الشهير «إرهاب الشوارع» للمبدع علاء المكتوم، هو الحدث الأبرز في عالم الإنترنت في المملكة لشهر مايو الماضي، مقتربا من نصف مليون مشاهد خلال 15 يوما منذ نشره على اليوتيوب، لماذا يختلف عمل «إرهاب الشوارع» عن غيره؟ ولنبدأ ب ماذا يختلف. العمل تم تنفيذه بواسطة حزمة برمجيات أدوبي CS4 الشهيرة «فوتوشوب، إليستريتور، افتر افكتس، وبريميير»، إضافة إلى أوتوديسك 3D ماكس، ماذا عن المعلومة؟ هنا تميز علاء، اعتمد على مصادر متعددة ورسمية، مثل «الإدارة العامة للمرور- مركز أبحاث الجريمة بوزارة الداخلية - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية»، أبحاث وإحصائيات متوافرة، وليست أسرارا حربية، ولكن استطاع هذا الشاب بالإخلاص والإصرار على التميز ورقي الهدف، وإكراما لروح ابن خاله «عماد» ضحية هذا الإرهاب، أن يدهشنا بعمله المتقن، المليء بالإحصائيات المفجعة. لنقر معه.. نعم إنه إرهاب! لأنه متذوق للفن، كان «إرهاب الشوارع» نتاج ذائقته، استطاع أن يخاطب المتلقي على طريقة «القتل الرحيم»، دون أي صور مفجعة مخيفة لحوادث وكسور ودماء تسيل أنهارا، خاطب المتلقي بالمنطق، بالأرقام والمقارنات، بعدد الضحايا في كل جهة، بالأموال والخسائر، ليتجاوز عدد القتلى لدينا من الحوادث قتلى خمس حروب دولية، إضافة إلى أحداث أيلول الأسود في الأردن. الطريقة التي استطاع بها علاء جذب هذا العدد الكبير من المشاهدين خلال أسبوعين، وردود الفعل والأصداء الجيدة في أوساط الشباب تحديدا تستحق الإشادة، وتستحق من الجهات ذات العلاقة الاستفادة منها ودراستها، كي لا تمسي حملاتهم التوعوية جوفاء أو لا تستطيع الوصول إلى شريحة الشباب وهم المستهدفون في المقام الأول، فمن المفجع رؤية هذه الأرقام ومقارنتها بضحايا الحروب، لنتجاوزهم بسرعة! رحم الله ابن خالك عماد، وأخي الصغير فهد، وكل من كان ضحية إرهاب شارع، ولك كل الشكر والتقدير يا علاء. على قدر ما يغوص الحزن في أعماقكم، يزيد ما تستوعبونَ من فرح. *جبران خليل جبران*