كسر عدد من المبتعثين السعوديين في أستراليا حاجز الغربة والهم الدراسي، وراحوا يبحثون عما يجسد روح التراحم والتعاضد التي نشؤوا عليها وتعلموها في السعودية، ليجدوا ضالتهم في فقراء ومتشردين شتتهم العديد من الظروف والضغوطات. وعلى غرار «ليس من رأى كمن سمع»، آثر المبتعثون المنضمون في النادي السعودي بأستراليا العمل التطوعي، في إطار مشروع يعرف باسم «شكرا كوينزلاند»، الذي ينظمه النادي، وتشرف عليه بلدية كوينزلاند، وذلك ضمن 230 متطوعا. في السادسة صباح يوم الفعالية بدأت خطوات التراحم تطوف الشوارع والميادين، لينشغل المتطوعون السعوديون على مدي تسع ساعات في التقارب مع الفقراء والمتشردين، بتوفير حاجاتهم الأساسية، وتلبية طلباتهم الإنسانية، ومستلزماتهم الشخصية، والغذائية، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية، الأمر الذي عكس ابتسامة رضا من قبل المستفيدين من الحملة التطوعية، الذين فاق عددهم 800 مستفيد ومستفيدة من مختلف الأعمار والفئات. ودفع العمل الحماسي، المتطوع حاتم الحربي للتأكيد على أن التنظيم، ساهم في إنجاح العمل التطوعي بشكل مُرض: «لمسنا شكرا على حملة الشكر، ما جعلنا نطمئن إلى أننا وصلنا للهدف المنشود، سواء في الانفتاح على المجتمع، أو بتقديم الصورة النمطية عن السعوديين، كأول المبادرين للأعمال التطوعية، والمساهمة في العمل الخيري والاجتماعي». وأوضح مدير المشروع، المتعاون في عدة مؤسسات أسترالية غير ربحية محمد القصير، أن الجدية التي مارس بها المتطوعون السعوديون العمل العام، ساهمت في نجاحه بصورة انعكست بالقبول والاستحسان من بلدية ولاية كوينزلاند، وذلك من خلال تواصلهم الدائم. وأشار إلى الدعم الذي يجدونه، والتسهيلات التي تلقوها من البلدية، في إطار دعمها للعمل التطوعي: «سبق العمل تنظيم دورة تثقيفية للطلبة السعوديين، بمشاركة منظمات أسترالية غير ربحية للتعريف بالعمل التطوعي وأهدافه وفوائده الإيجابية على الفرد والمجتمع». وبين أن المشروع يعد امتدادا لمشاريع أخرى شارك فيها النادي والمبتعثون السعوديون، مثل تنظيم سباق الدراجات الهوائية في مدينة برزبن، الذي لاقى ترحيبا واسعا من جميع المشاركين.