عندما تجد أمامك مدعيا أنه يعرف كل شيء، أو شخصا يصادر منجزات الآخرين وينسبها لنفسه، أو متزلفا لرئيسه أو مديره متقربا ومنافقا وزاعما إنجازات وبطولات لم يرها أحد، حينها تأكد بأن الذي أمامك هو الملقوف، الذي يعلم في قرارة نفسه أنه كاذب؛ لكنه يتجمل، ويكذب حتى يُكتب عند رئيسه أو مديره صديقا، ليظفر بما يطمع في الوصول إليه. الاستشارية الأسرية الدكتورة زينب أبو رزيزة ترى أن متقمص هذه الشخصية راغب في الوصول لمأرب في نفسه على حساب الأخرين، ولو أدى لتهميشه أدوار الأخرين من خلال تجاوزاته للمهام الموكلة إليهم، وهو ما يظهر معه التقليل لعطاءاتهم. وتصف أبو رزيزة تلك الحالات بالمرضية، التي تندرج ضمن الحالات العدائية: «تحتاج للدراسة النفسية للعلاج من قبل المختصين النفسانيين لكبت السلوكيات غير السوية، وحصر ما قد يتمخض عنها من كراهية وهدم للعلاقات الحميمية بين المصاب بالداء والمجتمع المحيط به». نحن هنا ويرى مدير مستشفى الملك فيصل بالششة الدكتور أحمد محمد الخروبي أنها «فعلا ظاهرة تفشت، ويستوجب معها التدخل العلاجي»، محملا ذلك الاختصاصيين النفسانيين، ويشير إلى أنه عاصر بعضا منها، لكنه استطاع وبديناميكية اجتيازها دونما أن تخلف شوائب. وهناك ولا شك تفسير علمي لسلوكيات هؤلاء: «أصحاب هذه الحالات كمن يودون أن يظهروا لفئات معينة اختاروها دونما سواها، وبدؤوا ببث رسائلهم نحوها بدءا من تأكيدهم لوجودهم، وحتى الوصول للتملق، والتجاوزات على الأخرين، وهو ما يخرجهم معها لانتهاجهم طرقا غير سوية تنتهي بسلبيات، ما لم يتدخل المعنيون من نفس الدائرة التي بدأت بها تلك الظاهرة قبل أن تتفشى». عدوانيون من جهة أخرى يصنف مدير الصحة النفسية بالطائف الدكتور جلال مقصود تارم أصحاب تلك الحالات بالشخصيات العدوانية: «تنتج من شخص عرفت سلوكياته بالشخصية الوصولية، ولو على حساب آخرين، بهدف حب الظهور»، مؤكدا أن مثل المصابين بمثل تلك الحالات تعود أسبابها أيضا للبيئة والتربية التي نشؤوا عليها، تركت آثارا في شخصياتهم، يحاولون عبر تملقهم ذلك تعويضها للوصول لمبتغياتهم التي يطمحون إليها»، لافتا إلى أنها تحتاج للعلاج من قبل الاختصاصي النفساني عبر عدة جلسات للاعتلالات الاضطرابية على هذه الشخصية من أجل تصحيح سلوكها.