شدد المشاركون في اختتام المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي استضافته الرياض، أمس، على أهمية الحفاظ على التراث العمراني بالدول الإسلامية وتنميته اقتصاديا وثقافيا. وأكدوا الحاجة الملحة إلى وضع «خريطة طريق» وخطوط استرشادية للمحافظة على التراث العمراني في العالم الإسلامي قابلة للتطبيق والمتابعة، تتضمن تعريفات متفق عليها لعناصر التراث العمراني والثقافي والطبيعي، وكذلك الاستفادة من التجارب الرائدة للمنظمات الدولية في تقديم الإرشادات فيما يخص سن أنظمة وتشريعات واضحة لتسجيل مواقع التراث العمراني، تضمن الحفاظ على هوية العمارة الإسلامية سواء كانت تراثية أو معاصرة ضمن رؤية مستقبلية. وطالبوا بالاستفادة من أفضل الممارسات في مجال استثمار وإدارة الفنادق التراثية، والتعرف على النماذج المختلفة لمصادر تمويل مشاريع الفنادق التراثية، ودراسة تأسيس «اتحاد الفنادق التراثية الإسلامية الأول»، وكذلك سن ضوابط ملزمة لاحترام المساجد والمنشآت الدينية، وحمايتها ضمن سياسات التخطيط العمراني، وفرض اشتراطات تنفيذ صارمة، لكونها شواهد للثقافة الإسلامية، وربطها بالنسيج العمراني المحيط، مع تسهيل الوصول إليها. وأوصى المشاركون بالعمل على جعل التراث العمراني جزءا لا يتجزأ من الهيكل الثقافي والاقتصادي والعمراني للدول الإسلامية، وتحديد وتعريف العناصر الأساسية له. وأكدوا ضرورة توظيف التراث بشكل تكاملي في شتى جوانبه الطبيعية والثقافية والعمرانية كمورد اقتصادي ضمن خطط التنمية المستدامة، وتكامل دور التراث العمراني في التنمية الوطنية الشاملة عموما، والتنمية السياحية خصوصا. وأشار المشاركون إلى أهمية إشراك المجتمعات المحلية في برامج المحافظة التراث العمراني، ومشاريع تشغيلها، وإيجاد الصيغ الملائمة لذلك في البلدان الإسلامية للاستفادة من فوائد ومزايا إعادة تأهيل مبانيه وتوظيفه في الاستخدامات السكنية، والسياحية، والثقافية، وتنمية المجتمعات المحلية ما يسهم في إعادة توزيع المردود الاقتصادي للاستثمار في موارد التراث بصورة أكثر عدالة. وأوصوا بتطوير الأنظمة والإجراءات الحكومية خاصة في قطاع البلديات، لزيادة فرص الاستثمار في مشاريع التراث العمراني، والحد من توسع المدن على حساب المناطق التقليدية. وبينوا أهمية تطوير وسائل وتقنيات للمحافظة على المباني التراثية تقلل من فرص تأثر المباني حال وقوع الكوارث والزلازل، والالتزام باستخدام المواد التقليدية المستخدمة في المبني التراثي وعدم استخدام مواد حديثة إلا في أضيق الحدود، بما يتماشى مع الوضع الأصلي للمبنى، وتبني إنشاء مؤسسات أكاديمية تعنى بتوثيق وتدريب وتطوير حرفيي تشييد المباني التراثية في الدول الإسلامية، وإلزام وتحفيز مقاولي مشاريع إعادة تأهيل التراث العمراني لإشراك الحرفيين المحليين خلال مراحل التنفيذ المختلفة، وسن أنظمة ولوائح ترخيص مهنية مرنة ووسائل تمويل تحفيزية للحرفيين للتشجيع على مزاولة حرف البناء التقليدية