مجتمعاتنا تربي الطفل الذكر على أن يكون رجلا وهو لم يبلغ بعد سن السابعة! وليس أي رجل، بل رجلا متسلطا لا يحترم أخواته الإناث ولا يحترم حتى أمه.. والأم نفسها تسهم بشكل أكبر في أن يكون ابنها بهذه الصورة، فهي لا تلومه ولا تعنفه إذا رفع صوته عليها أو على أخواته أو ضرب إحداهن.. فحتى حين يكون مخطئا تلوم الأم البنت وتأمرها بالصمت. وفي الحالات الأكثر لطفا تأمرها بأن تتحاشاه وتتجنبه. لذا يتعلم الذكور أن أخطاءهم مغفورة دائما! وينشأ بيننا إخوة لا يوجد بينهم أي علاقة ودية، وحين يقدم هذا الشاب على الزواج يفترض أن زوجته عليها فقط أن تقوم بخدمته وتلبية أوامره، كما كانت أمه وأخواته.. وتبدأ المشكلات على التوافه، خصوصا حين تكون الزوجة من بيئة مختلفة. الغريب أن الأم هي التي تساهم في هذا التدمير بنصائحها التخريبية ليحافظ على شخصيته ولا يسمح لزوجته بأن تتحكم فيه.. ومثلها تفعل أم الفتاة، حين تنصحها بأن تسير على المثل القائل «الطفل على ما ربيتيه، والرجل على ما عودتيه» وأن يكون هدفها جعل زوجها خاتما في إصبعها! قد يكون هذا الأنموذج من العلاقات واضحا في الجيل السابق أكثر من وضوحه الآن، لكن تبقى بعض الترسبات التي لا تزال تؤثر على شكل العلاقة بين الرجل والمرأة.. لم لا تربي الأم أطفالها على مبدأ الاحترام؟ مبدأ لبنته الأولى احترام الذات، فتحترم كل شخص تتعامل معه حتى لو لم تكن تحبه.. وعلى الأم أيضا ألا تفرق بين أولادها، فلا تشعر أحدهم بأفضلية زائفة، بل تعلمهم بتصرفاتها مع والدهم ومعهم كيف تتقبل الآخر كما هو، تتعلم كيف تجعل منهم أصدقاء.. فالصداقة علاقة جميلة، والأجمل حين تكون بين الأم والأب والأبناء!