حاولت مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل طمأنة رجال الأعمال السعوديين وتهدئة مخاوفهم من انخفاض سعر صرف اليورو أمام العملات الصعبة الأخرى، وقالت في كلمتها خلال لقائها رجال وسيدات الأعمال بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة: «أاعلم أنكم تنظرون إلى أوروبا بعين القلق بعد التحديات التي تواجهها العملة الأوروبية الموحدة «اليورو» وأن ألمانيا تعتبر أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وستبذل جهودها لاستقرار «اليورو» ويجب علينا دعم التجارة البينية، وألا نتجه نحو الدول الضعيفة»، وأضافت: «ما زلنا نكافح تبعات الأزمة المالية العالمية ويقع على عاتقنا الحد من آثار الأزمة في المستقبل وما يجب أن نقدمه من حلول خصوصا أننا جميعا أعضاء في مجموعة العشرين لنوطد أعمالنا لمواجهة مثل هذه الأزمة في المستقبل». وأكدت ميركل تشجيعها كل سبل التعاون مع المملكة وأنها زارت مع وفدها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ورأت أن هذه الجامعة تمثل نقطة ارتكاز لنمو الاقتصاد السعودي، وأوضحت أن الشركات الألمانية الكبرى وكذلك الصغيرة والمتوسطة يمكنها أن تقدم عروضا جذابة، مضيفة أنها تود أن تحصل الشركات الألمانية على دعم حركة التنويع التي يتجه إليها الاقتصاد السعودي: «إننا ننظر إلى إمكانية الاستثمار في المملكة، ونود ألا نركز فقط على النفط؛ فهناك مجالات كثيرة يمكن لألمانيا أن تستثمر فيها مثل مجال السكك الحديدية ومجال الطاقة المتجددة وغيرها من المجالات، وتفعيل التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج»، وأوضحت أنها ستقدم شخصيا كل ما لديها لتسريع التبادل التجاري. وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن المملكة لديها رؤية واضحة حول الاتجاه الذي تريد أن تتطور فيه، وأن بلادها تود للمملكة الاستمرار في هذا الاتجاه، وقالت إن زيارتها للغرفة التجارية لدعم هذا الاتجاه، مبدية إعجابها بما رأته من اهتمام المملكة بالتعاون المشترك مع الشركات الألمانية. ومن جانبه وصف وزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل زيارة ميركل للغرفة وعقدها لقاء مع رجال الأعمال السعوديين بأنها ستلعب دورا مهما في الرقي بالتبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى الطموحات، وأشار إلى أن مثل هذه الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى دليل واضح وجلي لما توليه القيادتان من الاهتمام والحرص على توطيد العلاقات وتعزيز الروابط ودعم كل ما من شأنه الاستجابة للمستجدات والتحديات على الساحة الدولية. وأكد علو طموحات الجانبين في التبادل التجاري بين المملكة وألمانيا رغم أنه فى ازدياد مستمر، حيث ارتفعت قيمته من 12141 مليون ريال في عام 2002 إلى 37635 مليون ريال في عام 2008، إلا أن الطموحات قائمة في تحقيق المزيد من التبادل التجاري بين البلدين بما يتناسب مع الإمكانيات الكبيرة والفرص المتاحة في كلا البلدين». وخلال الزيارة التاريخية للمستشارة الألمانية لغرفة جدة شدد وزير المالية رئيس اللجنة السعودية الألمانية المشتركة الدكتور إبراهيم العساف على متانة العلاقات السعودية الألمانية وفي مقدمتها العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين مستعرضا دور مجلس الأعمال السعودي الألماني منذ إنشائه في الرقي بالعلاقات السعودية الألمانية المشتركة، بينما أكد رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل حرص رجال الأعمال السعوديين على القيام بمشروعات مشتركة تعود بالنفع على اقتصاد البلدين .