رغم أن نسبة حالات سرطان القولون في العالم العربي تعتبر أقل مقارنة بالدول الغربية، إلا أن نسبة ذلك المرض الخطير ازدادت أخيرا نتيجة تغيير طبيعة الحياة والغذاء عند المواطنين، وخاصة ازدياد نسبة الدهون في وجبات الطعام والنقص في تناول الطعام الغني بالألياف. استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظيرالدكتور نعيم أبو نبعة يشخص المرض وأعراضه: «من المعروف أن سرطان القولون عند الرجال أكثر انتشارا من النساء، وعلى الرغم من تسجيل عدة حالات في سن ال 40 وحالات أخرى في الثلاثينيات أو أقل عمرا، إلا أن معظم الحالات يتم تشخيصها في عمر ما بين 50 -70 عاما، وهناك عوامل تسهم في حدوث المرض منها عوامل مؤهبة «استعداد ذاتي» لسرطان القولون، والتهاب القولون القرحي، وداء كرون في القولون، والداء البوليبي «المرجلات» العائلي، إضافة إلى المرجلات «البوليب» الغُدّية الوحيدة أو المتعددة». ويضيف: «هناك عوامل بيئية، حيث تعتبر وجبة الطعام من أهم تلك العوامل التي لها علاقة بسرطان القولون، حيث لوحظ زيادة في نسبة حدوث السرطان عند الأشخاص الذين يتناولون كمية كبيرة من الدهون «خاصة الحيوانية منها»، ولوحظ انخفاض في حالات سرطان القولون عند الأشخاص الذين يتناولون يوميا كميات من الأطعمة الغنية بالألياف، والطعام الغني بالألياف يٌحدث ازديادا في حجم البراز وينقص من فترة «وقت» مرور الفضلات في القولون؛ ولهذا تنخفض كمية امتصاص المواد التي قد تساعد على حدوث السرطان، وهناك بعض الباحثين الذين يعتقدون أن لبعض الفيتامينات مثل» A, C, D, E « قدرة على الحماية من السرطان، والبعض الآخر يعتقد أن تناول الملينات بشكل متكرر ولمدة طويلة قد يساعد على حدوث سرطان القولون». سرطانات يمنى ويسرى ويستطرد أبو نبعة في تحديد العوامل: «هناك عوامل وراثية وعائلية؛ فالعوامل البيئية والمؤهبة الأخرى تكون بحاجة دائما إلى قابلية خاصة «استعداد مسبق» في خلايا القولون من أجل حدوث السرطان، وهذه القابلية هي وراثية، حيث لوحظ أن نحو 15 % من المرضى الذين يعانون السرطان في القولون هم أقرباء لأشخاص آخرين عانوا سرطان القولون». وبالنسبة للأعراض: «من الواضح أن أغلبية حالات سرطان القولون الأيمن تكون الأعراض فيها متأخرة وعادة ما يكون السرطان انتشر بشكل واسع عند تشخيص الحالة، وعندما تبدأ هذه الأعراض بالظهور يكون مضى وقت طويل على المرض لأن علامات الانسداد لا تظهر إلا في وقت متأخر والسبب أن سعة القولون أكثر في الجهة اليمنى والبراز يكون على شكل سائل ولكن بشكل عام يمكن أن تكون الشكوى الأولية الوحيدة هي شعور بانزعاج مبهم في البطن أو شعور بوجود غازات أو انتفاخات في البطن، وفي حالات أخرى يحضر المريض للعيادة لأنه يشتكي من فقر دم مزمن أو نقص في الوزن أو شعور بتعب عام وإرهاق، وقد يعاني المريض من الإسهال، وأحيانا أخرى تكون العلامة الأولى للسرطان هي جس كتلة في الربع السفلي الأيمن للبطن». وفيما يتعلق بأعراض سرطان الجانب الأيسر: «أعراض سرطان الجهة اليسرى من القولون تكون في معظمها ناتجة من صعوبة مرور الغائط داخل القولون بسبب الانسداد الجزئي الذي ينتج من زيادة حجم الورم، وفي هذه الحالة قد يشتكي المريض من ألم ومغص في البطن، والإمساك المتزايد الذي قد يتناوب مع الإسهال، وخروج دم ومخاط مع البراز، ومن الأعراض المتأخرة نجد فقر الدم ونقص في الوزن». تشخيص المرض وعن تشخيص سرطان القولون يقول الدكتور أبو نبعة: «على الرغم من أن الأشعة الملونة بالباريوم تٌظهر السرطان في أغلب الحالات إلا أن تنظير القولون أفضل بكثير وأدق من أجل التشخيص، حيث يمكن مشاهدة الورم بشكل أوضح بالإضافة إلى أخذ عينات من الورم لمعرفة نوع السرطان وهذا هو الأساس في التشخيص»، مضيفا: «هناك بعض العوامل التي تدعونا إلى إجراء كافة الفحوصات اللازمة لاستثناء سرطان القولون كسبب للإمساك من بينها تقدم عمر المريض الذي يعاني الإمساك، والمعاناة من الإمساك الشديد دفعة واحدة ودون سابق إنذار، وازدياد مفاجئ أو شديد لإمساك مزمن موجود سابقا، إضافة إلى وجود فقر دم غير معروف السبب أو وجود دم مع البراز، وتناوب الإمساك مع الإسهال، ووجود أقارب من الدرجة الأولى أصيبوا بسرطان القولون».