أجمع عدد كبير من المواطنين على أن وادي حنفية أصبح مكانا جاذبا للعائلات والأفراد من أجل الاستمتاع بأجوائه ومناظره الرائعة بعد أن خضع الوادي إلى مباضع جراحي الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض في عملية بلغت تكلفتها نحو 600 مليون ريال، ليعود واجهة مشرقة ورئة تضخ الحياة، ومساحات من الخضرة الممتدة تمنح الزوار بهجة ومستودعا ضخما لمياه السيول والأمطار والمياه المعالجة. ويقع وادي حنيفة على هضبة رسوبية ويمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ويبلغ طول مجراه 120 كم ويتراوح عمقه ما بين عشرة أمتار و100 متر، ويتراوح عرضه ما بين 100 متر و1000 متر. وتقدر كمية المياه المتسربة إلى الوادي من السيول والأمطار بنحو 15 مليون متر مكعب سنويا، وهناك دور حيوي للوادي كمصرف لمياه الأمطار والسيول. وبالتجهيزات والخدمات الراقية التي وفرتها الهيئة العليا لتطوير الرياض في الوادي أصبح سكان الرياض يتباهون بالوادي ويصفونه ب«كورنيش الرياض» على غرار ما يوجد في جدة والدمام، نظرا إلى طول جداوله المائية التي تساعد على تلطيف الأجواء الحارة، إضافة إلى زراعة 30 ألف شجرة صحراوية و7000 نخلة وغرس 50 ألف شجيرة عن طريق الاستزراع من البذور والشتلات الجاهزة. وحتى يجد الزائر الفرصة الكاملة للاستمتاع خلال وجوده فقد ضم الوادي ممر مشاة بطول 47 كيلومترا، ويجري العمل على إنشاء مشروع للعربات المعلقة «تلفريك» يعبر فوق محطة المعالجة الحيوية، كما تم عمل مصليات و30 مبنى لدورات المياه للرجال والنساء ومواقف جانبية للسيارات تتسع لأكثر من 2000 سيارة ومواقع لحاويات النظافة والأكشاك، كما تنتشر على جنبات الوادي 730 لوحة إرشادية، إلى جانب 2500 عمود إنارة، و600 وحدة إنارة للجسور ومناطق متفرقة من الوادي. عدد من المتنزهين بالوادي أكدوا خلال جولة ل«شمس» في الوادي أمس الأول أنهم بالفعل خاضوا تجربة تنزه ممتعة بكل المقاييس، وهو ما يدل على بعد نظر القائمين على المشروع. واعتبر محمد الهليل «موظف حكومي» أنه كما أن للمنطقة الشرقية بحرا، فهم يعتبرون الوادي بحر الرياض، مشيرا إلى أنه حضر اليوم مع أسرته للاستمتاع بالهدوء الجميل الذي يلف الوادي وجنباته خاصة أن الخدمات الضرورية متوافرة، ما عدا المتجر. وذكر أن قرب الوادي من مسكنه جعله يتردد عليه باستمرار بعد أن تغير شكله ومنظره عما كان عليه سابقا. أما خالد الدوسري «موظف قطاع خاص» فاعتبر الوادي رئة جديدة له ولأسرته يستمتعون بهوائها اللطيف ومناظرها الطبيعية الخلابة: «أذكر أن هذه المنطقة كانت قبل 15 عاما منطقة استراحات وكانت خلفها بحيرة صغيرة ولم يكن يعرفها إلا القليل، وما قامت به الهيئة العليا لتطوير الرياض يعد إنجازا كبيرا، فالمشروع يخدم كل سكان الرياض». أما ما يقال عن أن مياه الوادي هي مياه مجار فأكد الدوسري أنها مياه منقاة بنظام معالجة طبيعي غير كيميائي، وليس فيها أي خطر إن لم يتم استخدامها في الشرب أو السباحة، لكن هناك بعض الخدمات لم تكتمل بعد وهذا بالطبع نتيجة حداثة المشروع. وذكر جمعان الدوسري أنه يزور الوادي للمرة الأولى بعد أن سمع عنه كثيرا من الأهل والأصدقاء ووسائل الإعلام: «بعد ما سمعته عن الوادي صممت على زيارته وبالفعل وجدته ربما أفضل مما وصف لي.. فهو ملتقى الأسر والعائلات والأصدقاء، وسأحرص المرة القادمة على اصطحاب أفراد أسرتي معي فكل الخدمات الضرورية متوافرة، فدورات المياه على سبيل المثال نظيفة للغاية». أما وليد الزهراني فكان هو الآخر يزور الوادي للمرة الأولى وأبدى إعجابه بالتخطيط الجميل للوادي، وكان أكثر ما أعجبه في البحيرة وجود أسراب من البط والأسماك. والزائر للوادي يلاحظ انتشار رجال الأمن التابعين لشركات الحراسات الأمنية لمساعدة زوار الوادي في أي وقت، كما أن هناك دوريات لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا تتعرض العائلات للإزعاج، كما أن عمال النظافة متواجدون باستمرار .