تنبهت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الباحة لظاهرة «تدخين النساء» مع الاستعدادات للمشاركة في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين31 مايو الجاري، والتركيز على توعية طلبة وطالبات المدارس في المرحلتين المتوسطة والثانوية بأضرار التدخين، وقررت أن يكون شعارها في تنظيم فعاليات الاحتفالية العالمية «التدخين وباء دمر الرجال... ويستهدف اليوم النساء في ظل أرقام مزعجة كشفت عنها دراسة خلال ملتقى التدخين الأول للسيدات الذي نظمه «فريق وجهة للعمل التطوعي»، بالتعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين أخيرا، وأشارت إلى ارتفاع عدد المدخنات السعوديات من 600 ألف إلى مليون امرأة من أصل ستة ملايين مدخن ومدخنة بالمملكة، واحتلت نساء الشرقية صدارة المدخنات بنسبة 45 % بسبب انتشار «القدو» والمقاهي بكثرة بالمنطقة، في حين كانت المنطقة الغربية بالمرتبة الثانية بنسبة 27 %، وأقل مرتبة المنطقة الشمالية بنسبة 14 %. وأوضح المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة الباحة الدكتور عبدالحميد الغامدي أن صحة الباحة ستبدأ حملتها بدءا من 17 مايو الجاري، واتخذت جميع الاستعدادات اللازمة لتنفيذ حملة توعوية متعددة النشاطات تشمل أكبر قدر من شرائح المجتمع لتبصيرهم بمخاطر آثار التدخين والأضرار الكبيرة الناجمة من استخدامه على مستوى الفرد والأسر والمخالطين والمجتمع والوطن عموما، وأشار إلى أن عيادة مكافحة التدخين بالباحة قامت بالتعاون مع الجهات المعنية بإعداد نصوص وعبارات إرشادية كرسائل نصية عبر الجوال، وتوزيع لوحات إعلانية في الشوارع الرئيسية بالمنطقة، واستقطاب مشاركات مع القطاع الأهلي والحكومي لعمل محاضرات تثقيفية معززة بوسائل إيضاح حديثة. وتتناغم توجهات «صحة الطائف» في مواجهة ظاهرة «تدخين السيدات» مع إستراتيجية وزارة الصحة التي رصدت أخيرا عشرة ملايين ريال لجمعيات مكافحة التدخين، في حين تواصل شركات التبغ العالمية تقديم «الإغراءات» لإقناع الفتيات والسيدات بالتدخين كالادعاء بأن التدخين مرتبط بالجمال والشخصية القوية، والتعاقد مع المجلات الشهيرة لوضع صور جميلات رشيقات وهن يدخن «السجائر النسائية»، وهي عادة رفيعة، وتدعي الشركات أنها خفيفة عن السجائر العادية ولا تضر بالنساء، وكذلك الربط بين تدخين المرأة والحرية الشخصية والمساواة مع الرجل المدخن. وأدت إغراءات شركات التبغ إلى سقوط كثير من الفتيات ممن في سن المراهقة فريسة للتدخين، فتدخين المرأة عادة ما يبدأ في عمر 15 عاما وما فوق، ووفق دراسة أعدها برنامج مكافحة التدخين فإن نسبة التدخين بين طالبات المرحلة المتوسطة 2.7 %، أما الموظفات فنسبتهن كانت 13 %، والعاملات في القطاع الطبي ما بين 6 إلى 18 %. اللافت للنظر في قضية «تدخين السيدات» أن غالبية المدخنات يرفضن الذهاب للعلاج في العيادات الخاصة بالتدخين بسبب الحرج الاجتماعي، خاصة أن الكثير منهن تدخن أمام الصديقات القريبات منها فقط .