الشنتوية ديانة ظهرت وتطورت في اليابان، ولم تعرف طريقها إلى الانتشار على غرار الديانات الأخرى، وليس لهذه الديانة تعاليم محددة. والكلمة صينية الأصل مؤلفة من مقطعين: شن وتعني الروح أو إله، وتا وتعني الطريق، فهي، إذا تعني طريق الإله. توجد معتقدات الشنتو في كتابين يعود زمن صياغتهما بالشكل المتداول حاليا إلى النصف الأول من القرن الثامن الميلادي، وهما كوجيكي Kojiki، ونيهونجي Nihongi. وكوجيكي أي سجلات الآثار القديمة، وقد كتب عام 712م، وكتب بالأصل بأحرف صينية تصور بالألفاظ الصوتية للسكان. لم يذهب الشنتو في معتقداتهم إلى الإقرار بإله واحد هو الخالق الواحد للكون، وليس لعقيدة التوحيد مكان عند «الشنتو»، بل هم يؤمنون بتعددية الآلهة والمعبودات التي يقيمون لها المعابد «الهياكل» والأصنام أو التماثيل، وتتلازم عقيدتهم مع موقف أخلاقي حازم لجهة التقديس والطقوس، والطهارة الطقسية، تكون بتمكن الإنسان من إقامة علاقة مع ال«كامي». ولا يؤمن الشنتو بحياة أخرى غير الحياة الدنيا، والموت عندهم ينتهي بجسم المتوفى إلى منطقة ملوثة، أما روح الميت، فقد أطلق سراحها من قيودها المادية لتصبح مرة أخرى جزءا من قوى تكوين الطبيعة. تتضمن العبادة عندهم أربعة عناصر، هي: فعل التطهر هاراي Harai إضافة إلى الاغتسال، عندما يلوح الكاهن بفرع من شجرة السكاكي أو ورقة منها إلى رأس المتطهر. القربان شينس Shinse الذي يكون من الحبوب أو الشراب، وهذه الأيام جرت العادة أن يكون من المال، أو قد يكون رمزيا في صورة غصن من شجرة السكاكي. طقوس الصلاة Norito. الوليمة الرمزية Neori، وهي إشارة إلى تناول الطعام مع كامي، وتتبع هذه الطقوس عملية تناول شراب «ميكي» المقدس. ديانة الشنتو مبسطة ولا تطالب أتباعها بطقوس خاصة ومعقدة، كما أنها على استعداد للتعايش مع أي مذهب، لذلك باتت الشنتو بالنسبة إلى اليابانيين في موقع التاريخ والتراث والعادات، وطقوسها متوارثة يمارسها معظمهم على أنها حالة من التعبير عن الانتماء للوطن والحضارة، ولذلك يقال إن مذهب الشنتو ما هو إلا عادات اجتماعية يابانية تقليدية ومتوارثة عبر الأجيال. إن الشنتو هي أسلوب حياة يعيشها اليابانيون. وتركز ديانة الشنتو على ثلاثة أمور هي: الشمس ولها صنم أما يتراس، والأسلاف، والعائلة الإمبراطورية، وتقتصر أغلب طقوسهم على زيارات موسمية، وفي ذلك قال ول ديورانت: «لم تكن ديانة شنتو بحاجة إلى تفصيل مذهبي أو طقوس معقدة أو تشريع خلقي، ولم تكن لها طبقة من الكهنة خاصة بها، كلا، ولا تذهب إلى ما يبعث العزاء في نفوس الناس من خلود الروح ونعيم الفردوس، فكان كل ما تطالب به معتنقيها أن يحجوا فترة بعد أخرى لأسلافهم، وأن يقدموا لهم ضراعة الخاشعين، ويفعلوا كذلك لإمبراطورهم ولماضي أمتهم».