سرد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، في الورقة التي قدمها في الجلسة الختامية لملتقى التنمية البشرية الأول تحت عنوان «نحو مجتمع تنموي مبدع»، الذي نظمته كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في أبها بالتعاون مع مؤسسة «الأمهار» لتنظيم المعارض والمؤتمرات في فندق قصر أبها، قصة سيدة سعودية تعمل في قطاع السياحة ساهمت في تسديد ديون زوجها البالغة 70 ألف ريال: «تمكنت من توظيفه وتوظيف نحو 20 سيدة في حرفة السدو المنتشرة في تلك المنطقة، وباتت في الوقت الجاري سيدة أعمال منتجة، بفضل الله ثم بدعم قطاع السياحة وما يوفره من فرص وظيفية للأسر المنتجة». وأوضح أن إجمالي العاملين في الوظائف السياحية «المباشرة وغير المباشرة» للعام الماضي بلغ 1، 14 مليون عامل: «ارتفعت نسبة التوطين في قطاع السياحة خلال الأعوام الثمانية الماضية من 10 % إلى 26 % في 1430، وتم إبرام اتفاقات تعاون مع عدد من مؤسسات التعليم والتدريب الحكومية والأهلية، وزيادة المؤسسات التعليمية التي تقدم برامج سياحية من 12 مؤسسة عام 2001 إلى 26 مؤسسة بنهاية 2009، كما تم ابتعاث 150 طالبا وطالبة للدراسة في التخصصات السياحية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ويجري العمل حاليا على ابتعاث 300 طالب وطالبة خلال هذا العام». وشدد على أن المواطن السعودي مقبل بشكل كبير على العمل في المجالات والفرص الوظيفية التي يوفرها قطاع السياحة، إذ إن أحد أهداف هذا القطاع، إيجاد فرص العمل للمواطنين، فالسياحة الداخلية تمثل خيارا استراتيجيا لمواجهة تحديات سوق العمل المحلية، ويمكن أن تكون المحرك الرئيس المولد لفرص العمل خلال الأعوام المقبلة، مضيفا أن المملكة دولة سياحية من الطراز الأول، والقطاع السياحي في المملكة متى ما تم احتضانه أسوة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى ستكون المملكة أهم تجربة سياحية في المنطقة، وستتفوق في استقطاب المواطنين، وهم المستهدف الأول. وأشار إلى أن العوائد الاقتصادية من قطاع السياحة كبيرة جدا، وسينتج منه فرص عمل لا تقارن بأي قطاع اقتصادي آخر، متطلعا إلى أن تتسارع القرارات التي تمكن من الاستثمار في المقومات السياحية الهائلة التي تحتضنها المملكة، مبينا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار لا تعمل بمفردها بل تعمل بشكل مستمر مع الشركاء في القطاعين العام والخاص في خدمة السائح المحلي، وقال إن قطاع السياحة مشروع اقتصادي مترابط ومتكامل لتنمية الاقتصاد الوطني. وأكد أن قطاع السياحة يوفر فرص عمل لجميع فئات المجتمع العمرية والتعليمية والمهارية، ولا تقتصر على مناطق دون أخرى، كما يعمل قطاع السياحة على توفير فرص العمل في جميع المناطق في المملكة، حتى في البلدات والقرى الصغيرة والصحاري، مؤكدا في الوقت ذاته أن العمل في قطاع السياحة يتناسب وطبيعة المواطن السعودي المحب لمقابلة الجمهور والتعامل معه بطبيعته التي جبل عليها من كرم وأريحية. وأوضح الأمير سلطان أن النشاط السياحي ترتبط به أنشطة كثيرة جدا تشكل منظومة يحرك بعضها بعضا، لاسيما أن مردود الخدمات والمصانع والخدمات تتأثر بالسياحة، وينتج منها فرص عمل أكثر من أي قطاع آخر، مؤكدا في الوقت ذاته أن خادم الحرمين الشريفين يقود نهضة كبرى في مجال الحوار بين الحضارات والانفتاح المتأني المدروس: «الهيئة العامة للسياحة والآثار تسعى لتحقيق النهضة التي يقودها الملك من خلال تشجيع المواطن على التعرف على بلاده والتواصل مع المواطنين في المناطق الأخرى، وتهيئة الخدمات الملائمة له، والقطاع السياحي كقطاع خدمات يوفر آلاف الفرص الوظيفية» .