تتم عمليات تسمية الشوارع بهدوء غالبا، ولا يثار حولها الكثير مهما كانت اختيارات لجنة التسمية، فضلا عما ينشأ من حين إلى آخر من مطالبات لتسمية شارع أو ميدان معين باسم شخصية قدمت شيئا للوطن أو للمجتمع. فكيف تتم آلية التسمية، وما المعايير؟ وجوابا عن هذا التساؤل تقول أمانة جدة «لدينا لجان تضم مؤرخين وأدباء وأعيانا تشكل بقرارات من وزير الشؤون البلدية والقروية بالتنسيق مع إمارات المناطق و(تقترح) هذه اللجان أسماء لا تعتمد إلا بقرار من وزير الشؤون البلدية». وتفصيل هذه الآلية ، يتقسّم إلى عدة مراحل، فأولا تجري لجنة التسمية اجتماعا شهريا لعرض المخططات الجديدة واستعراض الطرقات والشوارع الجديدة وأطوالها وتحديد العدد المُحتاج إليه من الأسماء، وبعد ذلك تعد اللجنة قائمة بأسماء أشخاص محليين من المنطقة أو المدينة أو المحافظة وترفعها بعد الاتفاق عليها إلى الإمارة للموافقة عليها أو رفضها جزئيا. «وتتولى هذه اللجنة وضع وتطبيق معايير تصنيفية لأسماء الشخصيات المتفق على تكريمها، واقتراح أسماء للأحياء والشوارع والميادين الجديدة، ودراسة ما يعرض من طلبات واقتراحات بموجب معايير اللجنة واتخاذ قراراتها بالتصويت، ومتابعة ودراسة ما يكتب في الصحف والمجلات من اقتراحات في مجال عمل اللجان». أما المصادر التي تختار منها اللجنة الأسماء لإطلاقها على الشوارع والميادين، فذكرت الأمانة أن تلك المصادر تشمل الأسماء الواردة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومن معهد البحوث والاستشارات في جامعة الملك عبدالعزيز، والأسماء المقترحة من أعضاء اللجنة، والأسماء المقترحة في الصحف ومن المواطنين. وأشارت أمانة جدة إلى وجود عدد من المعايير المتبعة في تصنيف الأسماء إلى فئات، هي الفئة (أ)، وتتضمن أسماء الصحابة، وأبرز العلماء والمفكرين، وكبار الشخصيات العامة على مستوى البلاد في شتى فروع الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية، والإداريين الذين أسهموا إسهامات بارزة في تلك الفروع، ويأتي فرز الاسماء من هذه الفئات وفق معايير معينة ومحددة. أما الفئة (ب)، فتتضمن العلماء والمفكرين المحليين، والأدباء وتوضع أسماء هذه الفئة على الشوارع البينية داخل الأحياء. في حين تشمل الفئة (ج) أسماء الشخصيات العامة على المستوى المحلي من أصحاب المكانة الاجتماعية، والتربويين والأدباء والشعراء والمبدعين والحرفيين، إلى جانب المواقع والمواضع ذات الدلالة، وأهم الأحداث الإسلامية والعالمية، والقيم والأخلاقيات، والجماليات مثل: الزهور، والأشجار، والطبيعة ونحو ذلك ، وتوضع أسماء هذه الفئة على الشوارع والممرات البينية.