احجز قبرك الآن. المساحات محدودة والتصاميم وفقا للمواصفات التي ترغب بها. بإمكانك اضافة طابق ثاني يحتوي على استراحة وحمامات لراحة الزائرين. كل ما عليك هو ان تدفع المبلغ المطلوب الذي يؤهلك للحصول على قبر من فئة ال5 نجوم. هذا الاعلان، لم يطرح في امريكا او دولة اوروبية . بل في بلد مسلم. وهو ما اثار كثيرا من ردود الافعال. حين قررت الحكومة المصرية تخصيص منطقة صحراوية على حدود مدينة 6 أكتوبر لتصبح مقابر بديلة عن تلك الموجودة في وسط القاهرة، بدأت ظاهرة اعلانات في مصر تتحدث عن تخصيص منطقة جديدة للمقابر: فرصة سانحة لنجوم الفن ورجال الأعمال لشراء مقابر لهم يُدْفَنون فيها. انفتح الباب على مصراعيه أمام السماسرة والمقاولين، فراحوا ينشرون بين الحين والآخر إعلانات في الصحف وقنوات التليفزيون عن وجود تصاميم جديدة للمقابر لكل من ليست له مقبرة بحسب المواصفات التي يريدها ووفقً ا لإمكاناته المادية، حتى إنه يستطيع اختيار جيرانه في المقبرة! وأثار الإعلان شهية المشاهير فسارعوا إلى الحجز، وأحضر بعضهم كبار المهندسين الإنشائيين ليبتكروا له مقابر فخمة تَلِيق به ، ويبتعد بذلك عن المقابر القديمة التي يجتمع فيها الغني والفقير . «يوجد الآن سوق كبير للاتجار والاستثمار في المقابر؛ حيث يشتري المستثمرون الأرض لبناء المدافن وطرحها بعد ذلك للبيع. وهذه النوعية لا يشتريها سوى القادرين ماديًا. وهناك سماسرة لهذه المدافن يعملون وسطاء بين البائع والمشتري، يتقاضون عمولة، وهذه الأسعار بالتأكيد مبالغ فيها، وتؤدي إلى عدم وجود أراضٍ أو مدافن بأسعار معقولة تناسب الفقراء، حيث يصل الأمر بهم إلى دفن موتاهم في مقابر الصدقة» يقول، رئيس رابطة التُرَابِيّة بالقاهرة، عبد العزيز حسن، الذي يضيف: «تحتوي هذه المدافن على مَبْنَيَيْن؛ المبنى الأول : يشمل المقبرة نفسها، ويتم بناؤها بشكل مكلف، ومبالغ فيها من حيث حجمها وتشطيبها سواء من الداخل أو من الخارج، فضلا ً عن إنارتها. أما المبنى الآخر، فيضمّ استراحة وحمامات ويكون فوق المقبرة مباشرة، ويستقبل أهل الميت للراحة والإقامة بعض الوقت خاصة في فصل الصيف عندما يكون الجوّ حارًّا، وغالبً ا ما تكون هذه الاستراحة للزيارات الموسمية للموتى في المناسبات من قبيل الأربعين والسنوية، والأعياد وغيرها من المناسبات، حيث يقوم أهل الميت بتوزيع الصدقات على الفقراء». لكن ما رأي الشرع في هذه الظاهرة الجديدة؟. الدكتور عبد الفتاح عساكر احد علماء الأزهر يجيب: «مواصفات المدافن معروفة في السنة والفقه الإسلامي ، وهي مكان يسع الميت دون مبالغة فيه، كما نصّت السنّة المطهّرة والشرع الشريف. أما مسألة المبالغة وبناء الاستراحات وإنارة المقابر، ففي الشرع نَهْي عنها، وتعد ّ هذه من البدع التي دخلت الإسلام، وهي لا أساس لها من الصحة، وكل هذا حرام شرعًا، وهو المتفق عليه عند جمهور الفقهاء». وحول تجارة المدافن، قال: «هذا شيء حرام لأنّه ليس من الدِّين، وكذلك البناء المبالغ فيه، كما لا يجوز احتكار الاتجار في المدافن فلا يجد الفقراء مكانًا لدفن موتاهم، ويجب على الدولة التدخل لمنع مثل هذه الأساليب البغيضة والتي نَهَى عنها الإسلام، وإذا لم تتدخل فمن الطبيعي أن يُفهم أن وراء هذه التجارة والاستثمار في هذا المجال رجالا لهم نفوذ ولهم علاقة بالسلطة وإلا ما كانوا استمروا في مثل هذا النشاط»