لعب الزلزال المدمر الذي هز عاصمة هاييتي في 12 يناير الماضي دورا مهما في رأب الصدع مع جارتها الدومينيكان بعد أعوام عديدة من القطيعة رغم أن الدولتين تتقاسمان العيش في جزيرة واحدة بالبحر الكاريبي حسب تقرير نشرته أخيرا مجلة نيوزويك الأمريكية. وفي الوقت الذي بدأت فيه أمريكا وبعض منظمات الإغاثة الدولية تقديم مساعدات طارئة، إلا أن اللمسة المفاجئة التي جاءت من الشرق بصدر رحب أثارت الانتباه. وسارعت الدومينيكان بتقديم الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ومعدات البناء. وتناسى الجميع التاريخ الدموي الذي ساد العلاقات منذ أن كانت هاييتي تحتل الدومنيكان بين عامي 1822 و1824؛ حيث اتسمت هذه الفترة الوجيزة بالديكتاتورية الوحشية والانتفاضات العنيفة. واحتفظ سكان الدومينيكان بمشاعر معادية لهاييتي من ذلك الحين. وفي عام 1937، لقي أكثر من 25 ألف من الهايتيين الذين يعيشون على طول الحدود مصرعهم من قبل القوات المسلحة الدومينيكية. وحتى قبل وقوع الزلزال، كان العنف ضد هاييتي بلغ ذروته؛ فقد أعدم بعض المهاجرين الهايتيين وأحرق آخرون. وهكذا بعد قرون من الحقد، جمع زلزال الدرجات السبع بين الشتيتين وجعلهما أصدقاء. ويبقى أن تنتهز الجارتان الفرصة السانحة لمعالجة قضايا أكبر في بداية عهد جديد.