* ما قام به لاعب الهلال المحترف رادوي في مباراة الاتحاد لا يقبله عقل ولا منطق، فقد اعتلى كل أسوار الأخلاق والروح الرياضية التي ينادي بها الاتحاد الدولي لكرة القدم. * هجوم بربري.. ركل.. رفس.. لَكْم.. دهس.. خشونة متعمدة.. هذه هي سيرة رادوي في الملاعب السعودية منذ قدومه وحتى آخر لقاء خاضه أمام الاتحاد، وللأسف تمادى هذا الجزار برعونته وغيّه بصورة غير مسبوقة في ملاعبنا إلا من لاعب الهلال (طيب الذكر) الراحل تفاريس، الذي مارس كل فنون العنف الكروي مع المنافسين والدلائل لا حصر لها، وجاء رادوي ليكمل المشوار الإرهابي بصورة مفزعة دون أن تحرك لجنة الانضباط أي ساكن وتركته يتمادى كما يشاء لمجرد أنه لاعب (.........). * وآخر المجازر (الرادوية) كانت أمام الاتحاد وضحيتها اللاعب المتألق محمد نور؛ فقد تلقى نور من رادوي عدة لكمات كان جزاؤها البطاقة الحمراء من حكم المباراة الذي كاد يكون الضحية الثانية لرادوي لولا تدخل بعض اللاعبين وأمسكوا به في اللحظات الأخيرة. * وللأسف جاءت قرارات لجنة الانضباط محبطة بكل ما تعنيه الكلمة، ولم تطبق اللائحة المعتمدة منهم وتجاهلوها تماما واكتفوا بجبر الخواطر، وحاولوا امتصاص غضب الجماهير بإيقاف الجزار مباراة واحدة وكأنه هو الضحية وليس الجاني؟! * ما فعله رادوي يستوجب بموجب اللائحة المعتمدة من لجنة الانضباط والمعممة على جميع الأصعدة الرياضية إيقافه ثماني مباريات وتغريمه 16 ألف ريال وفقا للمادة (30) من اللائحة والمادة (38) اللتين تنصّان على معاقبة اللاعب الذي يعتدي بالضرب المتعمد على الحكم أو أي لاعب أو إداري أو فني أو أحد الجماهير يُعاقب بالإيقاف أربع مباريات وتتضاعف في حالة التكرار، والجميع يعرف أن هذه المرة الثانية التي يتم إيقاف رادوي لسوء السلوك، وكانت الأولى مع لاعب النصر سعد الحارثي. * ولا بد أن نشكر رادوي لأنه كشف لنا واقع لجنة الانضباط والتخبط والعشوائية التي تعانيها في إصدار قراراتها والتفريق بين اللاعبين على حسب الشعارات والانتماءات. * وقد وضح جليا من خلال ما أصدرته اللجنة من قرارات طوال الموسم والمفارقات العجيبة بينها، والمضحك في الأمر أن لجنة الانضباط عللت اتخاذها القرار بحق رادوي بأنه محاولة الاعتداء على حكم المباراة، بينما تركت لُب الموضوع وهو هجومه المرعب على محمد نور وضربه أمام الجميع مما دعا حكم المباراة إلى إشهار البطاقة الحمراء له، وهذه دلالة على وقوع الخطأ من رادوي بحق محمد نور. * ولكن ما رأته لجنة الانضباط لم يره كل المتابعين والنقاد الرياضيين، فهي ترى بعين واحدة من ثقب الإبرة للبعض، وبالمجهر للبعض الآخر، وقد يتطلب الأمر إلى الاستعانة بالمايكروسكوب أو (المري) لتقصي الحقيقة! * كأن لسان حال اللجنة يقول لرادوي افعل ما يحلو لك ولكن لا تقترب من الحكم فقط واجعل ضحاياك يزدادون في كل مباراة، ولكن الحكم.. ممنوع الاقتراب!! * كما أنها تجاهلت الطرف الأساسي بالأحداث ياسر القحطاني الذي ضرب راشد الرهيب على وجهه دون كرة بعد أن احتسب له حكم المباراة خطأ ضد الرهيب، ولكن القحطاني لم يكتفِ بذلك وضرب الرهيب على وجهه. * وكذلك دخول المدرب لأرض الملعب دون إذن حكم المباراة والذي يُعاقب عليه بالطرد والإيقاف مباراتين وغرامة مالية 15 ألف ريال، حيث قام الحكم بواجبه وطرد المدرب ولكن لجنة الانضباط لم تقم بواجبها وتعاقبه!! فاصلة أخيرة.. ليس هناك من هو أكثر بؤسا من المرء الذي أصبح اللاقرار هو عادته الوحيدة. (وليام جيمس)