لم تمنع درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية الشاب قاسم المطير من العمل في مجال الضيافة بعد أن بدأ مع زملائه في الجامعة بتشكيل فريق تطوعي بهدف المشاركة في تقديم خدمات عامة، ووجد في المؤتمرات المختلفة ضالته المنشودة لقضاء وقت الفراغ في عمل مفيد كالمشاركة في استقبال وتوديع الوفود وتدبير حاجات الضيوف من سكن ومواصلات وغيرها من الحاجات اليومية للضيف خلال مدة مشاركته في مهرجان أو مؤتمر دولي تستضيفه السعودية. مشاركات حيوية “شمس” في إحدى المناسبات الرسمية بجدة التقت نماذج سعودية شابة مشرفة مثل المطير وهو من الشباب الذين يحرصون على المشاركة بحيوية في كثير من المناسبات الرسمية والاجتماعية، ويقدمون أنفسهم للمجتمع بأدوار مميزة، ولم تمنعهم شهاداتهم العلمية من قيام طبيب المستقبل بدور (جرسون) أو نادل في مطعم شعبي، أو في حملة عامة لتطعيم الأطفال ضد مرض معين، أو زيارة لملجأ أيتام يمسحون خلالها دموع من فقد الأب أو الأم بابتسامة بريئة أو هدية تناسب عمر اليتم الصغير. صورة مشرّفة ويؤكد أيمن باحاج (22 عاما) خريج نظم المعلومات أن المشاركة في الضيافة السياحية تنمي الحس لدى الشاب وتؤهله ليكون مضيفا في مؤسسات كبيرة مستقبلا، فتلك المشاركات في سن مبكرة تصقل مواهبه وتمنحه خبرة في عملية التنظيم وإدارة الفعاليات وكذلك القيادة والعمل التطوعي، مؤكدا أن روح الفريق الواحد التي يتمتع بها المتطوعون والتفاعل الجماعي والإحساس بالمسؤولية والأمانة الذاتية تبرز الشاب السعودي أمام الضيوف العرب والأجانب بشكل رائع. تمثيل خارجي ويعتبر سامر منشي (21 عاما) طالب تسويق في جامعة الملك عبدالعزيز أن مشاركته في مجال الضيافة كانت سببا في حصوله على درجات مرتفعة في دراسته الجامعية لأنه أدرك قيمة الحياة وعرف كيف يستفيد من تقسيم وقته بشكل مفيد، ويدعو كافة المؤسسات إلى تفعيل قيم العمل التطوعي وإعطاء الشباب فرصة تمثيل السعودية في المحافل الدولية الخاصة بالعمل التسويقي أو التطوعي لأن ذلك من شأنه تحسين صورة المسلمين والعرب في الخارج. أصدقاء الأيتام ويقول قاسم (23 عاما) إن لديهم مجموعة تطوعية يطلق عليها اسم (أصدقاء الأيتام) شاركت في العديد من المؤتمرات والمناسبات الرسمية والاجتماعية المختلفة، مؤكدا أن العمل في بداية الأمر كان تطوعيا بحتا وانتقل إلى حرفة بمقابل مادي رمزي، وقال إن أعضاء جمعية أصدقاء اليتيم يجدون سعادة بالغة في مسح دموع اليتامى، فاليتيم لا يحتاج إلى المال فقط، وإنما يبحث عن شخص يدخل عليه السرور، مشيرا إلى أن العمل في الفريق التطوعي يصقل مواهبهم ومهاراتهم. مهارات مكتسبة ويوافقه الرأي عضو الفريق المتطوع غسان جمل (24 عاما) وهو خريج هندسة صناعية والذي يشير إلى استفادته كثيرا من المشاركة التطوعية في تلك المناسبات، حيث خرج هو ورفاقه بكم هائل من المعرفة والخبرات، ولم يدرك أنه صاحب طاقة إبداعية تخدم المجتمع إلا بعدما مارس على أرض الواقع تلك الأعمال الخيرية، كما أنه اكتسب مهارات جديدة في فن التعامل مع زملائه والأيتام بمختلف أعمارهم وبيئاتهم الاجتماعية. هواية محببة أما فيصل المنديل (23 عاما) وهو يحمل دبلوما في العلوم الصحية فيؤكد حبه الشديد للمشاركة في معظم المناسبات والأحداث المهمة بالسعودية، وأنه يتطلع إلى مشاركات مستقبلية أكثر، وأضاف أن هذه المشاركات كانت في البداية من باب الهواية والرغبة وفي مرحلة متأخرة، ولم يخف أنها تساعده على متطلبات الحياة اليومية عبر عمل جاد ومفيد، ويتمنى المنديل المشاركة بشكل دوري مع فرق الهلال الأحمر الطبية التطوعية في مواسم عمرة رمضان والحج بمكة المكرمة لإسعاف المرضى وتقديم النصائح الصحية من خلال فرق الكشافة السعودية.