أوقفت النسب المتزايدة لضحايا المخدرات من فئة الشباب في الدول العربية والأجنبية، وتزايدها بشكل تدريجي في السعودية، وزارة التعليم العالي، وجعلتها تعمل بشكل جدي على مكافحة هذه الآفة من خلال تشكيل لجنة دائمة في مؤسسات التعليم العالي لتنفيذ البرامج والأنشطة التوعوية والتنسيق مع الجهات المختصة لانتشال الشباب قبل وقوعهم في فخ الإدمان.. وعلى الرغم أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن المدمنين المنتسبين إلى مؤسسات التعليم العالي إلا ان أعدادهم بحسب الخبراء في تزايد، وكشفت أخيرا دراسة أن ما يقارب 16 في المئة من طلاب الجامعات جربوا تعاطي المواد المخدرة، فيما 33.9 في المئة اعترفوا بمخالطتهم للمدمنين والجلوس معهم أثناء عمليات التعاطي. لجنة مكافحة ومن جهته، أصدر الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي أمس قرارا بتشكيل لجنة دائمة لمكافحة المخدرات في مؤسسات التعليم العالي برئاسة الدكتور محمد الصائغ المستشار والمشرف على الشؤون الإسلامية في الخارج، وعضوية عميدي شؤون الطلاب في جامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية والملك سعود، والمستشار المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام، والمدير العام للعلاقات الجامعية، والمشرف على الإدارة القانونية بالوزارة، والأمين العام لمركز أبحاث الشباب بجامعة الملك سعود. وقال الدكتور محمد الصائغ رئيس اللجنة: إن هذا القرار يأتي في إطار اهتمام الوزارة بالمساهمة في تفعيل دور اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في مجال المكافحة بشكل عام، وفي جانب التوعية الوقائية والدعم الذاتي بشكل خاص، مشيرا إلى أن أبرز مهام اللجنة تتمثل في التنسيق مع الجامعات والكليات الحكومية والأهلية، والمراكز الأكاديمية ذات العلاقة لتنفيذ البرامج والأنشطة التي تدعم جهود المكافحة، إضافة إلى التنسيق مع أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لتنفيذ الأدوار المنوطة بوزارة التعليم العالي ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية. دراسة تجارب وأضاف الدكتور الصائغ أن اللجنة تعمل حاليا على وضع خطة لمكافحة المخدرات في مؤسسات التعليم العالي، وستعقد قريبا ورشة عمل لمناقشة هذه الخطة بمشاركة عدد من المختصين والمسؤولين في الجهات ذات العلاقة بمكافحة المخدرات، وكانت الوزارة قامت بدراسة لبعض التجارب العالمية الناجحة في مجال مكافحة المخدرات في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وتعمل اللجنة كذلك على إعداد خطة شاملة لمكافحة التدخين في الجامعات السعودية استجابة لما كشفت عنه العديد من الدراسات من ارتباط وثيق بين تعاطي المخدرات والتدخين. لا تحاليل مفاجئة وأوضح الدكتور محمد الحيزان المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي ل “شمس” أن ملامح عمل هذه اللجنة غير واضحة حتى الآن. وفيما إذا كان سيتم إخضاع الطلاب لتحاليل مفاجئة أجاب: “لا، فهناك مخاوف كثيرة في أوساط الطلاب، قد تجعل البعض منهم عرضة للحرج بين زملائه، ومبدئيا نحن لن نرغم أحدا على التحليل”، وأضاف أن أمورا كثيرة من أعمال اللجنة وخططها ستتضح بعد انعقاد اجتماعها الأول في مايو المقبل، وذلك بحضور جميع عمداء شؤون الطلاب في الجامعات السعودية وممثلي الجهات ذات الاختصاص لوضع ملامح عمل اللجنة. وأكد الحيزان أن إقرار اللجنة لم يأت لارتفاع نسب الإدمان بين أوساط طلاب الجامعات وإنما جاء لتضافر الجهود بين الوزارات السعودية لمكافحة هذه السموم، وقال: “حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي هذا الأمر اهتماما كبيرا ونسعى لنشر ذلك”. مضيفا أن وزارة التعليم العالي تعاونت مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات لتوعية وتحصين الطلاب المبتعثين من أضرار المخدرات من خلال عقد ندوات ذات اختصاص. تعاط.. ومشاركة من جانبه، أشار الدكتور إبراهيم الزبن رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في إحدى الدراسات الحديثة المتعلقة بتعاطي المخدرات في الأوساط الطلابية إلى أن تعاطي الشباب المواد المخدرة لا يمثل ظاهرة، موضحا أن 33.9 في المئة من طلاب الجامعة اعترفوا بأن لهم أصدقاء يتعاطون المخدرات، فيما أنكر 83.9 في المئة منهم أنهم يشاركون أصدقاءهم في التعاطي، حيث أكدت النسبة الأقل 16.1 في المئة على مشاركاتهم في التعاطي ولو لمرة واحدة على سبيل التجريب أو التقليد. مضيفا أن سبب تعاطي المخدرات حسب الدراسة هي المشكلات العائلية، والفراغ، والملل، سواء من الدراسة أو العمل، والهروب من الواقع، وتقليد الآخرين، ومشكلات اقتصادية، وأصدقاء السوء. وأوضح الزبن أن المتعاطين من الشباب حسب الدراسة يفضلون (البر) ويعدونه مكانا مناسبا للتعاطي بعيدا عن الرقابة، أو للمتعة المصطنعة، وذلك حسب 44.6 في المئة، في حين أكدت النسبة الأقل 1.8 في المئة التعاطي في منزل أحد الأصدقاء. للإعلام دور وذكر الدكتور الزبن أن الدراسة طبقت على عينة بلغت 56 طالبا من طلاب كلية العلوم الاجتماعية قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من المستوى الخامس حتى المستوى الثامن، وذلك لمعرفة اتجاهات الشباب الجامعي نحو مخاطر استخدام المواد المخدرة للخروج بتصور مقترح لدور الخدمة الاجتماعية في تمكين الشباب الجامعي من مواجهة ظاهرة الإدمان في المجتمع.