في الفترة التي يحاول فيها الفريق الاتحادي النهوض من أزماته المتلاحقة، تبقى خانة الظهير الأيمن هي اللغز المحير في (العميد) طوال أكثر من عشر سنوات ماضية، فرغم كثرة اللاعبين الذين استقطبهم لحل أزمة الخانة التي يستخدمها كثير من المدربين مفتاحا للعب الهجومي إلا أنه لم ينجح أحد رغم كثرة القادمين لهذه الخانة من خارج النادي والذين لا يمضون فترة طويلة حتى يحزموا حقائبهم عائدين إلى المكان الذي أتوا منه.. بل أصبحت الخانة إحدى نقاط الضعف التي يبني من خلالها مدربو الفرق الأخرى منهجية هزيمة العميد.. أخيرا عدد من الجماهير الاتحادية بدت تثير التساؤلات حول (الخانة) الأزمة، وكأنها ترمي إلى أن خلف الأكمة ما وراءها، وأن النحس الذي يلازم لاعبي الظهير الأيمن يعود إلى أشياء مفتعلة لم يعد يصدقها عقل ولا يقبلها منطق الكرة المستديرة، ويبدو أن صدمة تحول الخانة إلى صالة لاستقبال القادمين وتوديع المغادرين هو الذي أثر في نفسيات جمهور النادي الذي يعيش أسوأ مواسمه منذ فترة طويلة.. وهنا نسلط الضوء على مفارقات (الباك اليمين) الاتحادي في السنوات الأخيرة.. المنقذ لأزمة النحس مع قدوم اللاعب أحمد الدوخي إلى الفريق الاتحادي في صفقة أثارت الجدل حينها اعتقد كثير من الجمهور الاتحادي أن الدوخي سيعيد للخانة هيبتها المفقودة التي اهتزت بمرور أكثر من لاعب، كان أبرزهم مسفر القحطاني الذي لم يستمر وانتقل للهلال، وأيضا حمد العيسى الذي قدم من الاتفاق ولم يكن مقنعا، وطارق المولد الذي انتقل بعد تجربة فاشلة لأكثر من نادٍ، إلا أن (نحس) الخانة لازم الدوخي الذي قدم للفريق وهو في عز نجوميته، وأصبحت ممرا سهلا لخصوم الفرق الأخرى، ولم تحتمل الجماهير الاتحادية أخطاء اللاعب فطالبت برحيله، وساهمت الظروف التي مر بها في خروجه إلى قطر. إصابة وخيبة أمل مع بزوغ نجومية اللاعب الاتحادي الشاب طلال عسيري تنفست الجماهير الاتحادية الصعداء بمولد نجم قادم وقادر على حل المشكلة الأزلية، ولكن الحكاية انتهت في أجمل فصولها وأصيب اللاعب الشاب بالرباط الصليبي، فحاولت الإدارة الاتحادية استقطاب نجم الفريق القدساوي عبدالمطلب الطريدي، والذي سجل نجومية ملحوظة في فريقه، وبمجرد أن حط الرحال حتى أصيب اللاعب بحالة توهان جعلت كالديرون يجربه في أكثر من مركز لينتهي به المطاف إلى مغادرة الفريق والذهاب إلى الاتفاق، وتجددت إصابة اللاعب الشاب العسيري بعد فترة وجيزة من تعافيه لتبقى الدوامة مستمرة. ضياع الرهيب واصلت الإدارة الاتحادية مهمة البحث عن مخرج من الأزمة، وبدأت في طرح أكثر من اسم محلي، وكانت البوصلة الاتحادية تتجه صوب اللاعب راشد الرهيب أبرز لاعبي السعودية في نفس المركز، وحقق مستويات كبيرة دفعت مدرب المنتخب بيسيرو لاستدعائه في بعض الفترات، وتنفست جماهير العميد الصعداء بعد منافسة هلالية على جلب اللاعب، إلا أن الأيام بينت أن اللاعب لم يكن أكثر حظا من سابقيه، ونالته لعنة الإصابات، وربما أصبح أكثر لاعبي الفريق إصابة بالتمزق العضلي، فأصبح يحضر في مباراة ويغيب في اثنتين، وهذه الإصابات أثرت في عطائه واستقراره مع الفريق، واستمر مدربو الفريق في البحث عن حلول. بطاقات اليمين اللاعب أسامة المولد أحد أكثر اللاعبين الاتحاديين (فزعة) للعب في الخانة رغم أن مركزه الحقيقي قلب دفاع، ولو تمعنا في البطاقتين الحمراوين اللتين نالهما المولد في الموسم الجاري لرأينا أن إحداها كانت أمام نجران وحدث الخطأ أثناء (انبراشه) على اللاعب في الجهة اليمنى، والبطاقة الأخرى أمام النصر ارتكب مخاشنة في خانة الجناح الأيمن، بل إن أسامة يزداد انفعاله وخشونته كلما سار في الدرب الأيمن..! حتى الأجانب في عام 2000 فاوض الاتحاديون الظهير الأيمن ونجم الكرة الكويتية حينها حسين الخضري، ودفعت الإدارة مستحقات اللاعب الذي استبشرت به الجماهير، إلا أنه أصيب بالرباط الصليبي، بعد أن كان الجمهور قد بدأ العد التنازلي لاستقباله، وأجبرته هذه الإصابة على إعادة مستحقات الفريق واعتزال كرة القدم. بعدها وفي عام 2002 حاول الاتحاديون جلب اللاعب فهد مسعود ظهير المنتخب الإماراتي، ولم تتم الأمور بين الطرفين، وفي عام 2004 استقطب الاتحاد ظهير النادي الأهلي المصري إسلام الشاطر، الذي لم يستمر أكثر من عام بسبب حصول الاتحاد آنذاك على خدمات الدوخي. الباقي عبيد في الفترة الحالية يعتمد الأرجنتيني هيكتور على اللاعب عبيد الشمراني في سد الثغرة الأزلية للجهة اليمنى، اللاعب يقدم ويجتهد حسب إمكاناته، وكثير من الجمهور الاتحادي يراه غير مقنع، بل المتابع للمواقع الإلكترونية الخاصة بالعميد يلاحظ مطالبات المدرج برحيله عن الفريق. ويبدو أن شؤم الخانة سيرمي بلاعب متوسط الدفاع إلى خارج أسوار النادي، خاصة أنه من الأساس لا يحظى بلطف الجمهور بعد أن قام بحركة سوء سلوك تجاه المدرج الأصفر.