عاش أنصار فريق الاتحاد الأول لكرة القدم صدمة جديدة إثر تعثر فريقهم بالتعادل الذي يعد بطعم الخسارة مع ضيفه ذوب آهن أصفهان الإيراني خلال أقل من دقيقتين بعد أن كانوا يمنون أنفسهم بإيقاف نزيف النقاط في دوري أبطال آسيا. وعلى الرغم من تحسن الأداء الاتحادي وتقديم حصة أولى نارية في مواجهة أمس الأول وتقدم الفريق بهدفين إلا أن الضيف الإيراني لم يكن يحتاج إلى أكثر من دقيقتين لتعديل توازن الكفتين وتحقيق التعادل الذي أعاد الاتحاديين إلى دوامة الانتقادات والمستويات المتواضعة. ولم تشفع جميع الأدوات التي استخدمتها ووفرتها إدارة الاتحاد برئاسة الدكتور خالد المرزوقي في سبيل الاستشفاء واستعادة عافية الفريق في تحقيق رغبة الانتصار، خصوصا أنها عملت طوال الأيام الماضية على تهيئة اللاعبين نفسيا ومعنويا من خلال جو أسري جمع اللاعبين تحت سقف منزل الرئيس وقبل ذلك في أحضان بيت القائد، إلى جانب صرف راتب شهرين مع وجود شرفي تمثل في محمد بن داخل وأسعد عبدالكريم، وهي المؤشرات التي كانت تنبئ بعودة الانتصارات والتي حفزت الجماهير على الحضور لمساندة فريقها وملأت مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة وسط ترقب ل (زفة) احتفالية بالنقاط الثلاث في مواجهة لم تحرك ساكنا في مساء المؤشر الاتحادي الذي غاب عن الارتفاعات. وحمّل غالبية الاتحاديين الأرجنتيني إنزو هيكتور مدرب الفريق مسؤولية ضياع الانتصار في الوقت الذي حمل فيه بعض النقاد والمحللين الحارس تيسير آل نتيف مسؤولية ولوج هدف التعادل الإيراني الثاني. المتهم الأول أشارت معظم أصابع الاتهام الاتحادية إلى مدرب الفريق إنزو هيكتور لإصراره على إشراك عبيد الشمراني رغم جاهزية راشد الرهيب للمشاركة، إلى جانب دوران الكثير من التساؤلات حول تأخر التغييرات وعملية قراءة سير المواجهة، وبيّن معظم محللي القنوات التلفزيونية أن خسارة الاتحاد لنقطتين كانتا في قبضته جاءت مع نهاية الحصة الأولى التي تسيد فيها الفريق الملعب أداء وانضباطا تكتيكيا، وعمل جاهدا على البحث عن الفوز، وأشاروا إلى أن المدرب لم يحسن توجيه لاعبيه للتعامل مع النتيجة وعدم الركون إلى أن اللقاء انتهى لمجرد التقدم بهدفين في حصته الأولى، في الوقت الذي انتقد فيه آخرون اللاعبين وبينوا أنهم استهتروا وأصيبوا بالغرور لعطائهم وتقدمهم في النتيجة. الجاهزية البدنية والأجانب كشف تحول العطاء البدني للاعبين داخل الملعب في الحصة الثانية حاجتهم القصوى إلى عمل مضاعف من قبل الجهاز الفني لزيادة المخزون اللياقي في ظل وضوح تأثر بعضهم بالتعب وتراجع عطائه، في الوقت الذي طالت فيه الانتقادات العناصر الأجنبية، مع وضوح عدم الرضا عن المغربي هشام بو شروان الذي يدرك الاتحاديون أنه يملك أكثر مما قدم رغم تألقه النسبي في الحصة الأولى، وكذلك عدم نجاح التونسي أمين الشرميطي في إضافة فارق في المستوى بعد نزوله خلال الحصة الثانية، بينما ابتعد الجزائري عبدالملك زيايه عن الخطورة المطلقة في النصف الآخر من الموقعة بعد أن نجح في اقتناص هدف لفريقه، فيما وقفت مقاعد البدلاء حجر عثرة أمام العماني أحمد حديد الذي لم يستفد منه الفريق. بين التشاؤم والأمل يفصل بين التشاؤم والأمل عوامل عدة داخل البيت الاتحادي؛ حيث يتخوف الكثير من جماهير الاتحاد من مستقبل فريقها في المشوار الآسيوي بعدما شاهدته من تواصل تراجع المستويات الفنية، وترى أنه في حال اجتيازه مرحلة المجموعات بهذا المستوى فإنه لن يتمكن من مواصلة المشوار، في ظل وجود فرق قوية تقدم عطاءات مميزة، فيما يخالفها رئيس ناديها الدكتور خالد المرزوقي الرأي بإعلان تشبثه بأمل المنافسة من خلال رضاه عن المستوى الذي قدمه فريقه في مواجهة ذوب آهن أصفهان الإيراني؛ حيث أشار إلى أنه كان مميزا في الحصة الأولى؛ ما قاده إلى إحراز هدفين ولم يحالفه التوفيق في الثانية لترجمة سيل الفرص التي سنحت له أمام المرمى إلى أهداف، في الوقت الذي استفاد فيه الفريق الإيراني من خطأين من الدفاع وحارس المرمى وأحرز هدفي التعادل. وأكد المرزوقي أن فريقه لا يزال قادرا على تعويض النقاط التي خسرها والعودة إلى المنافسة على حصد إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني من البطولة. تبرير وقناعة وصف الأرجنتيني إنزو هيكتور مدرب فريق الاتحاد وضع فريقه بالمطمئن رغم خسارته، مشيرا إلى أن هبوط المستوى في الحصة الثانية أدى إلى ولوج هدفين في مرماه بعد الحصة الأولى الجيدة التي قدمها، وقال: “إذا واصل الفريق تقديم مستواه الذي ظهر به خلال الحصة الأولى فسيحقق نتائج جيدة، مع تأكيد أننا سنعمل على وضع حلول لتلافي الأخطاء التي وقعت خلال الحصة الثانية، وسأحسن خط الدفاع مستقبلا”. وردا على سؤال لصحافي إيراني بأنه لم يدرس فريق ذوب آهن أصفهان بشكل جيد قال: “أعرف تماما فريق ذوب آهن أصفهان الإيراني؛ حيث إن وسائل الإعلام وفرت الكثير من المعلومات، ومن يرجع إلى مشاهدة المباراة فسيرى الكم الكبير من الفرص التي سنحت لنا في اللقاء والتي كانت كفيلة بحسمه من الحصة الأولى، ما بين ثلاثة وخمسة أهداف على أقل تقدير، وأعتقد أنه في الوقت الذي نحن غير راضين فيه عن التعادل سيغادر فريق ذوب آهن أصفهان الإيراني سعيدا بهذه النتيجة، كما أن حارس مرماه لعب دورا كبيرا في إنقاذ فريقه من أهداف محققة، وأمنحه نقاط التفوق كاملة؛ لأنه نجح في خطف النجومية، وعالم كرة القدم غريب”. أصعب الطرق ووافقه الرأي حمد الصنيع مدير الفريق عندما أكد أن الحظوظ لا تزال قائمة لخطف بطاقة التأهل عن المجموعة، وقال: “لاعبونا عوّدونا العبور من أصعب الطرق، وأتمنى أن تواصل جماهيرنا وقفتها معنا”. وعن المباراة قال: “قدمنا أداء جيدا في الحصة الأولى، إلا أن التوفيق لم يحالفنا للمحافظة على تقدمنا بالنتيجة، لكن المهم هو عودة المستوى المميز”. المشنقة بعد أن تحدث إنزو هيكتور عن المشنقة خلال المؤتمر الصحافي لمدربي الفريقين قبل المواجهة الآسيوية أصبحت الأنظار تتوجه إليه لمعرفة إذا ما كان حبل المشنقة الذي تحدث عنه سيقترب من رقبته أم أنه سيظل بعيدا عنه.