يصاب المشاهد بحالة من الملل أثناء متابعة بعض البرامج الحوارية والأعمال السينمائية والدرامية بسبب شعوره بأن هناك تكرارا، ومن يتعمد أن يسقطه في فخ استنساخ نفس المشهد أو اللزمة أكثر من مرة، وعبر أكثر من فضائية، دون وضع اعتبارات كثيرة لذلك، ويستطيع متابع الشاشة اصطياد عدد من العبارات واللقطات التي يقع فيها المذيعون ونجوم الدراما وتتكرر، حتى أصبحت الحالة أشبه ب(المتلازمة) الموجودة على شاشات الفضائيات العربية.. (تكمل وإلا تنسحب) أصبحت هذه الجملة شعارا مملا ومكررا في كثير من المسابقات على الفضائيات، حتى يخيّل للمشاهد أن مقدم المسابقة الذي وعد المتسابقين بالملايين أصبح في حالة يرثى لها، ويستميت من أجل انسحابهم، والأمر لا يقتصر على برنامج دون غيره، هذه (اللزمة) سمة عامة لكل برامج المسابقات على الفضائيات العربية وكأن المذيعين اتفقوا على حفظها، فمهما تغير المذيع أو الجائزة المرصودة أو شكل الاستوديو ونوع الأسئلة إلا أن (تكمل وإلا تنسحب) هي التي لا تتغير، مما يعني أن هذه المسابقات تدار بنفس الفكرة الرئيسية مع الاختلاف في الطرح فقط، والبرامج التي قدمت هذه الجملة كثيرة من أشهرها (من سيربح المليون)، (حروف وألوف)، (وزنك ذهب). (هوشة العرس) مشهد الفرح الذي يبدأ بالثناء و(السلام) على أهل العريس والعروسة وينتهي بتطاير الكراسي، وضرب المطرب وفرقته بعد خلاف بين أصحاب (الفرح) هو أحد المشاهد التي تتكرر دائما في السينما المصرية، حتى أصبحت الصورة محفوظة في أذهاننا، وبمجرد رؤية مسرح يجلس عليه العريس والعروسة، حتى ينتظر المشاهد بداية المعركة التي عادة ما يشعل فتيلها الشخص الذي يطلب (المايك) من المطرب، لو أعدتم الذاكرة لوجدتم أنكم شاهدتم (هوشة العرس) وتكررت عليكم في عدد من الأفلام، وكأن الكتاب اتفقوا على تصعيد وتيرة السيناريو بطريقة مكررة في نفس المشهد. (الوقت انتهى.. بس خلاص) قلّة من مذيعي البرامج الحوارية في الفضائيات يستطيعون توزيع وقت الحلقة بين الفواصل الإعلانية والمداخلات الهاتفية وبين حوارهم مع الضيف دون مقاطعته بكلمة (الوقت ضيق.. خلاص أدركنا) وإشارات اليد التي لا تظهر على الشاشة، فيضطر الضيف إلى الاستعجال في حديثه ويتشتت فكره بسبب (قروشة) المذيع الذي لم يتبق أمامه سوى وقت الختام، ويبدأ الضيف ماراثون رص الكلمات السريعة حتى يوصل فكرة كان يمني النفس في قولها بأريحية، فيشعر المشاهد بنهاية تعيسة تتكرر أمامه في أكثر من برنامج. (قصّر) صوت التلفزيون هذه الحالة يشترك فيها المشاهد والمذيع على الشاشة أو في الإذاعة، وتتكرر بصفة يومية، فما إن تتابع برنامجا يحتوي على مداخلات حتى تجد المذيع يطلب من المتصل أن (يقصّر) صوت التلفزيون ويستمع إليه من التليفون، فيرد المتصل (هآه..هآه)؟! ويسترسل دون مبالاة، وبعد شد وجذب تنتهي المداخلة، ويبدو الإعياء على وجه المذيع في نهاية الحلقة من كثر مطالباته ل20 متصلا بتقصير صوت التلفزيون والاستماع له عبر الهاتف. (الكف جاي جاي) في المسلسلات الخليجية إذا رأيت أبا الأسرة يعلو صراخه بتوتر والابن يرد على أبيه ويقف مقابلا له (وجها لوجه)، فبإمكانك أن تستبق الأحداث وتضع يدك على (خدّك) وتقول (أي)، لأن الأب في هذه اللحظة سيصفع ابنه بكف، بعدها مباشرة يطأطئ الابن رأسه والموسيقى الحزينة تحاصر اللقطة من كل جانب، ودائما النقاشات العائلية بين اثنين من أفراد العائلة يتصاعد السيناريو ثم يتوقف ب(لطمة) ثم يخرج (التتر) على الشاشة.