إن كانت الجراح الأندلسية قد لوّحت يوما بشعرها: “أحقا.. كما ترحل الشمس هذا المساء تُرى ترحلين وفي لهفاتي ولحني الحزين يموت انشراحي تنوح جراحي” فإن شاعرك أطلق لك عنان الرحيل لتكتشفي وطن العشق برحلة “روح” خارج مملكة الجسد وخريطة الزمان وظِلال الأمكنة كما ترحل الشمس هذا المساء كما يرحل الظل من غصنهِ ويرحل الطيب من وردة عليكِ الرحيل فإنَّ النّسيان وريث الذكريات والسلوى حلوى الجراح وما المتكوّن من أرصفة اللقاءات إلاّ لقيط لا يقبله النبض وجراحي تتبرأُ منه ومن النشوة المعتمرة أماني الأوهام فيه سلي الفؤاد كيف أرسل طلائع النبض تطوي ألف عام إلى مراتع عبلةَ وحيّ ليلى صهوة الاوردة مسرجة بالعشق والوفاء عنانها سَلي آخر سهوة في مراتع الهوى.. هذا العشق الذي استقلّ الكهولة فينا.. لم تعانق المساءات اشقى من صبره ولا رقصة في رصيف انتظاراتنا.. أكثر جماهيرية من رعشته إنها.. كعَصف لم يرحم فينا صبورا.. ولا تقيّا إرحلي ولا تحزني.. عسى حرارة الافتراق تُحرِق محاجر الذاكرة فحثّي الخُطى.. كرمانا له وأوجزي الطعن بعد الفراق إن عاودك الحنين.! مداوي