بعد النجاح اللافت الذي حققته رواية (المنبوذ) للكاتب السعودي عبدالله زايد، أصدرتْ الدار العربية للعلوم الطبعة الثالثة من العمل الذي يعبر بلغة بسيطة وشعرية عن معاناة رجل يسافر ليزور والده المريض مستعرضا في الطريق مشاهد من طفولته وقريته والتقاليد المفروضة على أهلها، وبمجرد محاولته أن يصبح حرا يجد نفسه منبوذا من الذين لا يملكون الشجاعة ليكونوا أحرارا مثله. ومن خلال هذه الرحلة التي تستمر 72 ساعة، يطرح الكاتب المتناقضات التي يتكون منها المجتمع منتقدا سلطته التي تضع النساء في خطر دائم يحيق بهن، ويناقش الحاجة الملحة إلى مجتمع مدني يتساوى فيه الجنسان دون تفرقة ولا تمييز. وقالت الروائية ريغاس في معرض تقديمها للترجمة الإسبانية التي صدرت في العام 2007: “هي رواية تمتلك لغة شعرية أخاذة جعلتنا نستشف مدى روعة الرواية بلغتها العربية الأصلية، الشيء الوحيد المفاجئ في هذه القصة هو سريرة الرجل ومكنوناته, وهي تعبير عن وجع ذاتي حميمي دام ومزمن، يترك القارئ في حالة تعايش مع وجع البطل الذي استمر مخلصا للطريق الذي اختاره على الرغم من تحوله إلى شخص منبوذ بعد اكتشاف عالم أهله البعيد تماما عن روحه وتفكيره”. كما أعرب الناقد الإسباني عن إعجابه باللغة العربية التي تمتلك طاقة تعبيرية هائلة تمكن من خلالها الروائي من البوح بمشاعر بطله الفياضة: “إن الحب في الأدب العربي المعاصر يحيا من خلال حب أبوي هو نتاج علاقة لازمة بين الأب والابن قائمة على منظومة من القيم الإنسانية التي تمجّد الأب, والكاتب نفسه لم يتمكن من الإفلات من هذه الديناميكية الناطقة”.